وفي الكتابة أيضا إرهاب!!
* يبعث على الحزن والأسف وأحيانا كثيرة على التقزز والتأفف ما تنفثه بعض الأقلام من سموم فاتكة وآراء متطرفة لا يمكن أن يجنى منها سوى الفتنة والوقيعة وزد على ذلك إن شئت التدمير والتقويض لكل ما يمكن أن يكون جميلا وهادفا وبناء وعلى رأس كل جميل الحقيقة.
محزن بالفعل أن يغدو الكاتب مسعر حرب وموجد فتنة ومؤلم أن يتحول القلم من منبر هداية ومصباح رشد إلى معول هدم ومن مفتاح أمل لجديد ومتجدد ولحياة أكثر كرامة ورفاهية إلى بندقية تفغر فاها في وجه كل طموح وأمنية وتهدد كل مساحة بداخلنا قابلة لأن تكون مسرحا للحرية والسلام والدعة والوفاء.
* ليس من مهام الكاتب أن يكون إرهابيا انتحاريا وليس من صفات القلم أن يكون بمثابة الحزام الناسف ولكن ما يشاهد في سلوك الكتاب اليوم وخصوصا في مجال الكتابة الصحفية بات يشعرنا بأننا في الطريق إلى ذلك ويبدو أن الكاتب والصحفي في قريب الزمن الآتي سيكون واجبا عليه إذا أراد لنفسه أن يكون كاتبا أن يخفي أو يستر قلمه ما استطاع كما يتم إخفاء السلاح والأحزمة الناسفة.. بعد أن كان الكاتب والصحفي يفاخر بانتمائه إلى هذه المهنة باعتبارها واحدة من أهم وأرقى المهن والفنون الإنسانية وكان أبرز شعاراتها ومهامها الدفاع عن الحقيقة والضعفاء والمظلومين ومحاربة الفساد والعبث والظلم أيا كان.
* لم يكن من مهام ولا أخلاق الكاتب أن يكون ما هو عليه بعض كتاب اليوم من ضعفاء النفوس ومرتكبي جرائم الانتماء إلى هذه الشريحة التي كان وما يزال وإن بقليل من اليأس تنعقد عليها الآمال في ترميم ما تشوه من واجهات الواقع المعاش والدفاع عن الإنسان وقضاياه وهمومه لا محاولة القضاء عليه والفتك بالحقيقة وبكل القيم النبيلة السوية.
* إن الشهرة التي يطلبها بعض كتاب اليوم على حساب الحقيقة وعلى حساب الأرواح والقيم والمبادئ في رأيي هي كفر بالإنسانية وتمرد على الطبيعة المفترضة وإن الثراء والإثراء على حساب الوطن وقضاياه ومصالحه برأيي أيضا فسق وردة وإن الكتابة في سبيل الانتهازية والأنانية والجحود برأيي أيضا هي ممارسة لعمل فاضح في فضاء مفتوح.. الكتابة أمانة والأمانة مفهوم اتفق في جميع الأديان والثقافات الإنسانية على قداسته وعلو رتبته واعتباره معيار قياس للأخلاق والسلوك.
* عرفنا وظللنا نعرف واعتقدنا وأتمنى أن نظل أن نعتقد أن من أهم مهام الكاتب أن يكون إنسانا فإذا ذهب عنه ذلك الوصف لم يتبق منه سوى جسد عادي شبيه بأي مقعد يجلس عليه أو قلم يحاول أن يمتطيه.. وعرفنا أن من مهامنا كما يقال أن نضع النقاط على الحروف فهل نستطيع ذلك أم سنحاول أن نقنع العالم والحقيقة بأننا مختلفون ولشدة اختلافنا وتميزنا نضع الحروف على النقاط¿