ن …..والقلم … حكاية البترول !!!

كل شيء يتحول إلى حكاية , وطويلة عريضة , لها أول وليس لها آخر , وحكاية البترول في هذه البلاد طويلة بطول الطوابير التي نشهدها في الشوارع , ما تكاد تنتهي حتى تعود من جديد , لا ترى سوى الأثر في الشوارع, أكياس , وعلب فارغة , وبقايا قات , وقمامة من كل نوع , كل ذلك يحدثك عن أن هنا مر كثيرون , في طوابير استمر بعضها لأشهر . تنفرج الأزمه لتتشكل أخرى , وكلما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتداها , والبترول سوقين احدهما شرعي تظل فيه تنتظر بالأسابيع لدبة واحده .. تصل إليها بالكاد , وسوق مواز تصل إلى الدبة بأسرع وقت , لكن بـ20 ألفا و30 ألف ريال , ففي السوق السوداء يتوافر البترول وعلى من جيبه عامر أن يدفع ويذهب مختالا فخورا نكاية بمن لا فلوس بالآلاف في جيبه , وتسمع حكايات أشكال وألوان عن كيف يصل البترول إلى السوق السوداء , تسمع حكايات يتفنن فيها تجار السوق , ويحدثك بعضهم ومعظمهم شباب تلتقيه بالصدفة في صالون, في بقاله.. في دكان البهارات , كيف يصل إلى البترول وكيف يبيع , وكيف أصبح جيبه عامرا بالفلوس نتيجة لنشاطه في السوق الأسود كسواد البترول الخام !!! , سمعنا أو بالأحرى كيف أن طريقة جديدة توقف المتاجره بالبترول وتسربه من المحطات إلى السوق السوداء , حيث يستطيع عامل المحطه .اكتشاف أنك قد مررت عليه باستخدام برنامج معين , فإذا تبين انك قد سبق وعبيت أخرجك من الطابور , ولكن , فالشارع يخترع ألف طريقه للتحايل , ألف طريقة للف والدوران , ما يجعلك تسأل نفسك : هل نحن شعب محتال ¿ أو أن التربية ألعامه لم تصوغنا أفرادا نزيهين لا علاقة لنا بالحيلة وفنونها ¿ أم أن هناك شعورا عند ألعامه بأن المستوى الرسمي دائما كان فاسد , لم لا يكون لنا نصيب من الفساد !!!¿¿ , أسئلة كان يفترض أن يجيب عليها من لهم علاقة بعلم الاجتماع , في هذه الظروف لا أحد لديه الوقت يقول لنا ما نحن عليه , لقد فتحت فمي استغرابا , ودهشة , فالتاكسي الذي استخدمته في مشوار قصير , لاحظت أن لوحة الرقم الأمامية منزوعة , فأحس السائق باستغرابي , فقال ضاحكا : هو موجود , لكن أبعده من جل البترول , قلت كيف ¿ – أركب رقم آخر , حتى إذا ذهبت مرة أخرى إلى المحطة لا يكتشف عاملها أنني قد مررت عليه , قلت طيب واللوحة الخلفية , قال : هو يراقب الأمامية , هززت رأسي استغرابا علينا , كيف نصنع الأزمه من العدم ¿ ففي الوقت الذي بدأت العملية تنتظم , وستختفي الطوابير , إذا بالحيلين يظهرون ويخترعون الطرق الجديدة للسرقة , ما سيخلق أزمة من جديد , يكون السؤال : من يسرق من ¿ من الحيل ومن المحتال ¿ ما الذي أوصلنا إلى هذا الحال حيث نسرق أنفسنا بايد ينا ¿
أسئلة لاتدري في هذه الظروف الحرجة من يجيب عليها سوى طوابيرأطول ستظهر من جديد .

قد يعجبك ايضا