ن ………والقلم…صاحبي الذي كان
يوميا ومن أول يوم من أيام الشهر الكريم تعودت والدكتور نبيل احمد حسن نعمان جاري وصديقي أن نخرج تحديدا بعد العصر, وبالذات عند الخامسة في جولة طويلة على ارجلنا ذات مساء خرجنا ككل يوم من الشارع الرئيسي الى الشارع الجانبي مررنا على وجوه مهمومة وسيارات تشق عنان الغبار من جانبنا لا تلوي على شيء, واصوات مضادات نتحسس رؤوسنا على اثر سماع صوتها ودكاكين ليس بداخلها من زبائنها احد وجزر شوارع مليئة بالقمامة المتكدسة التي هي دلالة على سوء استهلاك تعلمنا يوميا كيف نتفادى تلك الاكداس بمهارة عالية رفعت رأسي لاتفادى شاب كان قادما باتجاهي تلاقت عيوننا سريعا كانت ملابسه رثه وجهه أسود شعره لم يغب البياض عنه لمعت شرارة تذكر في رأسي مر بجانبي سريعا بعد اربع خطوات بالضبط عدت التفت الى الوراء كان هو الآخر قد توقف وعاد يلتفت نحوي عدنا بحركة آلية باتجاه بعض أشار إلي : انت فلان ¿ سريعا قلت : نعم وأشرت باصبعي نحوه وانت …, نعم انا اخو عادل لم اقو على القول : اهلا فقط مددت يدي مصافحا – أنا أسكن هنا في بيت صهيري همهمت بكلمات لا ادري أي كلمات ومن أي أحرف !! في اعماقي سمعت صوتا يرتفع الى عنان السماء : يا رب السماوات والارض هل هذا الذي شفته ….. !!! هل هذا عبدالحق واصلت السير بعد أن تركت يده وهاتفا في اعماقي : ما هذا ¿ ما لذي حصل لنا ¿ عبد الحق كان اوسمنا اهدأنا اذكانا كان عباره عن نسمه عليلة لا تكاد تحس لطفها الا اذا مر هو أو شقيقه الأكثر أدبا وألقا كان عبد الحق عنوان مقهاية الابي واحد علامات شارع 26 سبتمبر بتعز ..الآن بعد أن رأيت عبد الحق فبالتأكيد لم يعد للشارع أثر ولا للمقهاية خبر !! احسست لحظتها وقد سرت صامتا منفصلا عن صاحبي أن حياتنا بلا جدوى فإذا كان هذا هو عبد الحق فكيف يكون عادل ¿ ! اين كان كل هذا مخبئا لنا ¿ وهل كان على الظروف أن تصادفني به وفي هذه اللحظات التي ضقنا فيها من حالنا طوال رحلة ذلك المساء مشيت بلا هدى عشرات الأسئلة تتزاحم في رأسي وليس لواحد فيها جواب اذ ماذا يمكن أن تجيب وتقول !! ماذا يمكن أن تحدث نفسك عن مستقبل لم يأت ولن يأتي ابدا فبعد أن رأيت وجه صاحبي فقد اسود وجهي وبعد أن رأيت شعره الذي كان ذات يوم قمة جبل ثلجي وقد تفحم فعن أي مستقبل او حاضر نتحدث !!! انني اتخيل عبد الحق امامي صباح مساء واتصور شكل القادم من خلال وجهه برغم انني استدعي التفاؤل كل لحظه ولم افقد الأمل ولن افقده بالله أن يعدل الحظ العام .
