خواطر رمضانية – (18) ملوك حمير وبشارات الفتح!!

عبدالجبار سعد

عندما جاء الإسلام كانت اليمن موزعة إلى مخاليف وممالك صغيرة بعد أن انتهى حكم التبابعة الذي يجمع اليمن تحت سلطان واحد.
أسلم اليمانيون جميعهم وكانوا في انتظار ظهور البعثة المحمدية من خلال العلوم التي توارثوها من تبابعتهم بدءا من التبع أسعد الكامل وانتهاء بسيف بن ذي يزن الذي بشر عبدالمطلب بظهور النبي وعرفه به.
الأحاديث التي وردت في فضائل اليمانيين كانت تعبر عن حقيقة إيمانهم وسابقيتهم منذ العصور الأولى في نصرة الدعوة فقد أنفذوا بعوثهم إلى يثرب قبل نحو ألف عام من البعثة المحمدية بانتظار الدعوة مثلما أنفذ اليهود بعوثهم إلى يثرب بانتظارها مع فارق أن اليهود كانوا يرجون أن يكون الرسول منهم فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين.
من أعجب عجائب إيمان اليمانيين ليس انقيادهم وطاعتهم للدعوة بغير قتال, بل بمجرد مجيء الرسل من رسول الله إليهم لأن علومهم السابقة كانت ترفد هذا الإيمان بل والأعجب من ذلك – وهذا هو المهم – أنه عندما فكر الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه في أن يبعث بعوثه للشام أرسل كتابه إلى ملوك اليمن يبعثون إليه بالمقاتلين لفتح الشام ورغبهم في الجهاد فلم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ملوك اليمن بنسائهم وأولادهم وأموالهم ولم يدخروا شيئا.
جاء في كتاب فتوح الشام للواقدي: فلما قرب ذو الكلاع الحميري من الصديق رضي الله عنه أحب أن يعرفه بمكانه وقومه وأشار بالسلام وجعل ينشد ويقول:
أتتك حمير بالأهلين والولد
أهل السوابق والعالون بالرتبö
أسد غطارفة شوس عمالقة
يردوا الكماة غدا في الحرب بالقضبö
الحرب عادتنا والضرب همتنا
وذو الكلاع دعا في الأهل والنسبö
دمشق لي دون كل الناس أجمعهم
وساكنيها سأهويهم إلى العطبö
قال: فتبسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قوله ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إذا أقبلت حمير ومعها نساؤها تحمل أولادها فأبشر بنصر الله على أهل الشرك أجمعين). قال: نعم وأنا سمعته منه.

قد يعجبك ايضا