الذي اهتز عرش الرحمن لموته!!
خواطر رمضانية – (16)
سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته كما أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بذلك هو شيخ الأوس الذين نصروا الدعوة الإسلامية.
أصيب في أكحله في غزوة الأحزاب وسأل الله مسألتين أولهما إن كان بقي من قتال قريش شيئا أن يبقيه له أما الثانية فهي أن يقر عينه من يهود بني قريظة الذين خانوا الله ورسوله ونكثوا العهود والمواثيق.
فأما الأولى فقد بشره المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أن المسلمين بعد تلك الغزوة سيغزون قريشا ولن تغزوهم فاطمأن باله ورضي بالشهادة وبقيت الأخرى.
جاء يهود بني قريظة بنسائهم وأطفالهم يطلبون الرحمة من رسول الله بعد أن خانوا عهده فقال لهم: هل ترضون بحكم سعد¿ قالوا: نعم. وقد كانوا حلفاءه في الجاهلية فجيء به محمولا إلى مجلس رسول الله فاستوى قاعدا وقال: “لقد آن الأوان لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم” وحكم حكمه الشهير وهو على فراش الشهادة.
وكان حكمه أن تقتل مقاتلتهم وتسبى نساؤهم وذراريهم وتكون أموالهم غنيمة للمسلمين.
فقال له رسول الله: لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سموات وأنفذ حكمه.
وقد كان ذلك هو حقيقة حكم الله في التوراة لموسى عليه السلام أن من خان العهود فأمكن الله نبيه منه أن يفعل بهم ذلك وكانوا يعلمون ذلك معشر يهود.
هذا الموقف من سيرة سيدنا سعد بن معاذ تم حذفه بالكلية من مسلسل عمر بن الخطاب إرضاء لبني إسرائيل وهو ما يجعلنا نعجب ليس ممن قام بتقديم وتمويل هذا المسلسل فحسب بل ومن كل العلماء الذين يقدمهم هذا الممول على أنهم قد راجعوا النصوص والمواقف فيه.
فأقل ما يمكن أن يقال عن مثل هذا التصرف أنه تدليس وتصرف بحقائق التاريخ إرضاء لأهواء ونزوات أعداء الله الذين أطنبت بوصف مكرهم وخبثهم وخياناتهم الكتب السماوية الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن ثم يأتي بعض الأعراب ليتقربوا إليهم زلفى بحذف وتزوير التاريخ.