العدوان..جريمة لا تسقط بتعاقب الحكومات
عدوان من أجل الشرعية وشرعية من أجل العدوان بهذه العبارة يمكننا وصف أقبح وأبشع جريمة ارتكبتها السعودية في حق الشعب اليمني..
لم يعد يربطنا بالجوار الحاقد غير العدوان, لكن ولأن للمعتدي أعذارا أقبح من الذنب تسعى السعودية لإقناع قتلاها بأنها لم تخطئ قط وأن عدوانها واستهدافها للشعب اليمني تم بطلب من القتلى أنفسهم وفي المقابل ليس أمام اليمنيين إلا الإيمان والاقتناع بمبرر مملكة آل سعود الذي أقنعت به كل العالم..
اليوم ورغم قبح الحقد وهمجية العدوان تبحث السعودية عن مخارج سياسية تمكنها من الإفلات من المسؤولية القانونية والتاريخية والأخلاقية بل إنها ومن خلال ما تطرحه من مطالب وشروط وعراقيل تسعى لانتزاع الاعتراف بمشروعية وقانونية العدوان وإجبار اليمنيين على الاقتناع بمبرراتها وتنفيذ كل شروطها التي تتوهم أنها ستحصنها من تبعات جريمتها حاضرا ومستقبلا ولن يجرؤ اليمنيين بعدها على الحديث عن همجية ما اقترفته في حق اليمن واليمنيين..
ما فعلته السعودية أكبر من أن تنجح في تمرير مبرراته كما تعتقد وتتوهم, والشرعية التي تتحدث عنها واستندت إليها كغطاء لعدوانها على اليمن واليمنيين أبعد من أن يتحدث عنها نظام آل سعود الذي ما يزال ينكر على مواطنيه التمتع بحقوق المواطنة والحرية السياسية والفكرية كشرعية إنسانية لا يجوز مصادرتها..
ما اقترفته السعودية أكبر من أن يكون جريمة لتموت بالتقادم وأكبر من أن يكون خطأ في الحسابات السياسية والعسكرية وأكبر من أن تمرره بفضائح ما تطرحه من أهداف ومبررات..
قد يكون المال السعودي أبلغ وأدهى من السياسة لكنه -وإن كانت قد اشترت به المواقف السياسية الدولية- أحقر من أن يبيع اليمنيون من أجله دماءهم وكرامتهم أو أن يقاس بابتسامة طفل اغتالتها مملكة الحقد والعدوان..
ما فعلته السعودية سيظل ثأر اليمنيين وألمهم التاريخي الأكبر من كل الأحزاب والأكبر من أن تتنازل عنه الحكومات والأقدس من أن يمسه أو يفتي فيه الساسة وقادة الأحزاب والمتصارعين والمتحاورين بكل سياساتهم وأيدلوجياتهم وعمالاتهم..
ما فعلته السعودية سيظل ألم اليمنيين وأعمق جراحاتهم التي ستظل تسكن قلوبهم حاضرا ومستقبلا لذلك فإن على السعودية أن تدرك جيدا ان ماتبحث عنه اليوم أبعد عليها من عين الشمس وسندون عدوانها وهمجية جرائمها في ذاكرة الأجيال مافعلته سيظل ذنبها الذي لا يغتفر وخنجرها المسموم الذي غرسته في القلب والعقل والضمير اليمني بل وأبشع جرائمها التي لا تموت بتعاقب الأنظمة والحكومات ولن تمحي آثارها تنازلات الساسة وتبريرات الخونة والعملاء..
إنه جرح اليمنيين الأكبر من أن يضمده ندم المعتدين والأعمق من أن تشفيه تعويضات ومليارات آل سعود وليذهب الخونة إلى الجحيم.