خواطر رمضانية – (6)…فبحقي عليك كن لي محبا !!

ذات يوم أقبل أحد الزملاء من المملكة العربية السعودية وأنا مقيم في مسجدنا الجامعي الصغير في مدينة (منسي) وهو من أصول يمنية (من حضرموت تحديدا) ونعلم ما في حضرموت من تراث صوفي خالص ومن جهد للدعوة الإسلامية في منطقة جنوب شرق آسيا حيث مئات الملايين دخلوا بجهد أولياء الله الأخفياء الأتقياء من المهاجرين اليمانيين أهل حضرموت.

صاحبي هذا قدم لي ورقة واحدة فيها حديث قدسي يقول الله فيه:
“يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا وسلطاني لا ينفذ أبدا يا ابن آدم لا تخش من ضيق الرزق مادامت خزائني ملآنة وخزائني لا تنفذ أبدا يا ابن آدم لا تطلب غيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني .. وإن فتني فتك وفاتك الخير كله.
يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودا. وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذموما.
يا ابن آدم خلقت السموات السبع والأرضين السبع ولم أعي بخلقهن أفيعييني رغيف عيش أسوقه لك بغير تعب وأنا رب رحيم وعلى كل شيء قدير
يا ابن آدم إنه لم أنس من عصاني فكيف بمن أطاعني
يا ابن آدم .. أنا لك محب .. فبحقي عليك كن لي محبا”

لا أدري أي فعل كان لتلك العبارات والتي انتهت بتلك العبارة التي تذيب الصخر فكيف قلوب العباد.

ربما كان للغربة والوحدة وغيرها دور في نوبة البكاء والتأثر التي اعترتني تلك الساعة ومنذ ذلك الحين الزمت نفسي توزيع هذا الحديث لمن أحببت وكتبته على ورق البردى وظل هذا دأبي حتى صادفت يوما أحد الشباب قدمته له فقرأه ولم أر له أثرا عليه غير أن قال أن هذا الحديث ضعيف.

حقا إنه من قل علمه كثر إنكاره ومن كثر علمه قل إنكاره.. سبحان الله!!

وبغض النظر عن منزلة الحديث عند المحدثين لكني ظللت أسأل نفسي.. ترى هل يستطيع إنسان بغير وحي من الله أن يقول مثل هذا القول..¿ مارأيكم¿

اللهم اجعلنا من من يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله وأولئك هم أولوا الألباب

قد يعجبك ايضا