عورات سعود
عندما كان يعود الجيش الإسلامي إلى المدينة المنورة ليلا كان يأمرهم القائد المعلم رسول الرحمة والإنسانية محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بالمرابطة على مشارف المدينة وعدم دخولها حتى يبزغ نور الصباح لكي لا يروع سكان المدينة النائمين وحتى لا يصيب الآمنين من أبنائها شيء من معرة الجيش.
بطبيعة الحال فذلك الجيش لم يكن لديه طائرات نفاثة ذات أزيز مفزغ ولا صواريخ وقذائف شديدة التفجير والتدمير كما أنه لم يكن غازيا ولا متربصا بأهل المدينة سوءا وإنما هو عائد إلى أهله وناسه الذين كانوا سيكونون أسعد الناس بعودة أبنائهم وآبائهم وإخوانهم سالمين ومع ذلك كان المصطفى عليه السلام ينهى أفراده عن العودة إلى الديار في الليل حرصا على سكينة وهدوء المدينة النائم أهلها وحتى يتيح للمرأة الشعثاء أن تهيئ نفسها كما ورد في الحديث الشريف وقطعا لم يكن أعداد سكان المدينة المنورة في ذلك الزمان الملايين كما هو حال العاصمة صنعاء ذات المليوني نسمة وأكثر والتي باتت هدفا مستباحا لصواريخ وقنابل طائرات الأشقاء الأعداء في الليالي الظلماء كغيرها من مدن اليمن ومختلف قراها وتجمعاتها السكانية.
يا حبيبي يا رسول الله أتدري ما يفعل اليوم بمن قلت فيهم بأنك تأتي يوم القيامة تذود الناس بعصاك عن حوضك الشريف حتى يشرب أهل اليمن.
كل مساء وعندما ينام الكون وتخلد الدنيا للسكون تداهمنا صواريخ وقنابل طائرات أشقائنا فتقتل وتصيب المئات وتهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وتروع الملايين من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن دون رحمة أو وازع من دين أو خلق.
يتعمدون ترويع الآمنين في الليل والنهار وعند كل صلاة بل ويكثفون من غاراتهم الإجرامية في الأوقات المباركات ولم يعد هناك حرمة لشيء حتى أوقات “العورات الثلاث” المذكورة في القرآن الكريم والتي يكره فيها الزيارات الودية من قبل صلاة الفجر ومن بعد صلاة الظهر حين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم أصبحت أوقاتا مفضلة للأعداء للإمعان في ممارسة هواياتهم في القتل والترويع وكأنهم ينتقمون من أهل الحكمة والإيمان بشهادة سيد خلق الله جميعا خاتم الأنبياء وسيد المرسلين.
المعتدون من مرتزقة أسرة سعود أسقطوا كل القيم والأخلاق والقواعد المتبعة والمتعارف عليها في الحروب والمواجهات المسلحة وأضافوا لهذا النظام الأسري المتجبر والفاسد مزيدا من عوراته وسوءاته لتظهر اليوم أمام العالم في أقبح الصور وأبشعها.
وأصبح كل ما يقوم به الأشقاء في عدوانهم يحمل الحقد والانتقام بوضوح فعندما يهاجمون طريقا أو جسرا على خط سريع بين المحافظات أو سوقا شعبيا والذي ينبغي أن يكون في الليل وعندما لا يكون هناك مارة أو مواطنين يكون هجومهم الوحشي البربري في وضح النهار وحركة الناس على أشدها كما حصل في جسر سمارة في محافظة إب الذي تعرض مرات عدة لغارات كانت نهارا وكذلك سوق زبيد الشعبي وهي الغارات التي خلفت مئات الشهداء من الأبرياء والآمنين.
وأما الأهداف المفترضة للعدوان والواقعة في قلب المدن المكتظة بالسكان فهم على دأبهم في انتقاء الأوقات المتأخرة وتحديدا في الثلث الأخير من الليل فحين تهب نسائم السحر كان الموعد من الطائرات لتمطر الآمنين بالصواريخ والقذائف المدمرة لتسجل بذلك أعظم أنواع السقوط الأخلاقي في تاريخ الحروب في العصر الراهن وربما في التاريخ الإنساني عموما.