الاعتراف بالآخر هوالحل
بعد أن قرأت وتابعت كل الحلول المقترحة لمواجهة الأخطاء المحيطة بواقعنا أيقنت وآمنت ان الاعتراف بالآخر هو أول الطريق في هذه المواجهة والتصدي لحل مشكلة بلادنا في الظرف الراهن ولتلافي ما تعد به الأيام القادمة من خسائر في الأرواح والمشاعر والممتلكات العامة والخاصة. الاعتراف بالآخر الذي هو أنت وأنا وهو الحل وتجارب العالم الحديث والمستقر سياسيا واقتصاديا تؤكد ذلك وتضع الاعتراف بالآخر في مقدمة ما تؤمن به وتعمل له. وما كان لبلد من البلدان الديمقراطية ان يستقر حالها وينصرف كل مواطنيها إلى البناء والعمل لو لم يعترف أبناؤها بحق بعضهم في الحياة والمشاركة. الواقع المعاصر. وكل العالم يقول ذلك أيضا وحاجتنا الملحة للأمن والاستقرار تقوله فهل آن الآوان لنستجيب لهذا النداء وأن تبدأ المكونات السياسية في بلادنا بالاعتراف ببعضها اعترافا لا لبس فيه ولا غموض¿
لقد سئم البشر والحجر والشجر من الخلافات التي دارت وتدور بين هذه المكونات وما أسفر عنها من خطايا قادت الجميع إلى ما نحن فيه من وضع يصعب تحليله وتفسيره أو القبول بواحد في المئة من مخرجاته. وفي تقديري وتقدير كثير من العقلاء من أبناء هذه الأرض ومن اشقائهم أن الحل ممكن من خلال الاعتراف المتبادل بين الأطراف المعنية أو التي ترى نفسها معنية بمصير هذا البلد وأهله. وأعرف أن البعض من المتابعين لحالتنا الراهنة يرون أن الخصومات المتنامية وما يرافقها عادة من شتائم بذيئة متبادلة لا تترك أملا للاعتراف ببعضها ولا تعطي إمكانية أو احتمال لإصلاح الشأن والعودة إلى ما كان عليه الحال قبل الحرب المدمرة وهو تصور تنقصه المعرفة العميقة بواقعنا ولأهلنا فقد اعتاد اليمنيون أن يختلفوا في ما بينهم وأن يصل خلافهم إلى حد الاقتتال ومع ذلك في لحظة تستيقظ في نفوسهم روح الأخوة النائمة. وما حدث بين الشطرين في السبعينيات وأوائل الثمانينيات من حروب ساخنه انتهت إلى الحوار والمعالجة والوحدة وفي ذلك أكبر برهان على عمق المشاعر الأخوية والحرص على المصلحة الوطنية وتجاوز الخلافات والانشقاقات .
وأكاد أعرف أن بعض من سوف يقرأ هذا الكلام من الأطراف المتنازعة سيضيق به ذرعا. ولكنني أؤمن أنه حتى هذا البعض يدرك في قرارة نفسه أهمية تجاوز كل المشكلات العالقة من أجل اليمن أولا وحتى لا تتقطع أوصالها ومن أجل وقف نزيف الدماء ثانيا ومن أجل الأجيال الجديدة التي تنتظر أن يسلم لها الآباء يمنا حرا معافى يسوده الأمن والعدل والسلام ثالثا. وأنه لمن العار بل من عار العار أن تسلم أجيال الحاضر إلى أجيال المستقبل يمنا مفتتا تنهشه الخصومات والثأرات وتتحكم فيه الضغائن والحزازات.
وصادق ذلك المفكر الذي رأى أن الصراعات التي تتم من أجل الوصول إلى شيء يفيد الناس ويخرجهم من الفاقة والعبودية تنتهي وتتبدد . أما الصراعات التي تتم من أجل إشباع الغرائز فأنها لا تنتهي ولا تعرف التوقف. وعندي من اليقين ما يكفي ليجعلني أجزم أن صراعاتنا هي من النوع الأول ولذلك فإنها سريعة الذوبان خصوصا إذا ما توفرت النية الحسنة والرغبة في تخطي الشباك التي ينصبها الأعداء لمآرب في نفوسهم لا تخفى على أحد.
وهنا لا تفوتني الإشارة الى تجربة ناجحة شاركت في خوضها مع عدد قليل من المثقفين وعقلاء هذا الوطن في التقريب بين المكونات والمنظمات السياسية. ولا أخفي دهشتنا جميعا للاستجابة الكاملة من كل المكونات دون استثناء في عملية التقريب وما كشفته اللقاءات المتكررة من تقارب تام في وجهات النظر تجاه كل القضايا وفي المقدمة الرغبة في بناء الدولة اليمنية المدنية العادلة والديمقراطية دولة المواطنة المتساوية التي طال انتظارها وحان وقت قيامها. وسأكون صريحا وصادقا حين أقول أن الخارج والقوى الكبرى التي تخطط لشرق أوسط جديد ومعها الأمم المتحدة ومجلس الأمن قد كانوا وراء إفساد التقارب والقضاء على الحوار اليمني ـ اليمني وكانوا وراء جر البلاد إلى هذا المشهد الرامي الذي لا مخرج منه إلا بتفاهم يمني ـ يمني وعلى صعيد الوطن حتى لا تغرق المكونات السياسية وتدخل في جنيف واحد وجنيف أثنين وثلاثة …إلخ.
فواتير الماء.. فواتير الكهرباء:
يحتار المواطنون ويتساءلون مع أنفسهم ومع غيرهم من أين جاءت هذه الفواتير ما مصدرها ومن وراءها بالنسبة لي منذ بدأت الحرب اللعينة لم تدخل قطرة واحدة إلى المنـزل. والكهرباء لم تشرفنا سوى عشر ساعات على مدى الشهرين . فكيف لنا أن نسدد فواتير دون مقابل إلا أن تكون مساعدة وتبرعا لشركة الكهرباء والمياه¿!
تأملات شعرية:
لا يحتاج العقل إلى ضوء
ودليل
إذا كان معافى وسليم النيةö
لم تشرخه الأحداث
ولا صلبته الأطماع على خشب
السلطة والتخمةú.
العقل هو الضوء
ينير لصاحبه الطرقات الوعرة
ويحمله فوق بساط
من ألقö العفةö والحكمةú.