لحظة يا زمن …تصوير …

ولع السيجارة قابضا عليها بين السبابة والوسطى , وضع يده على ركبته ,وظل دخان السيجارة يصعد خفيفا ..يعبر بجانب وجهه ..ثم يتبدد في الهواء .
ارتفعت يده وأخذ نفسا بعمق ..ضاع وجهه لثوان قليلة عبر الدخان .
وهبطت يده إلى جنبه ..حينها ..شردت أفكاره ,وتاه نظره في الفضاء .
أين تاه ¿ لا تدري  أكان يحلم ..أم يتذكر لا ندري ..مابين آونة وأخرى تصعد يده تلقائيا , يمج نفسا من السيجارة ,ثم ينفخ الدخان ,ويصبح وجهه كأنه معلقا في الهواء ,سابحا في فضاء الغيم.
يوغل في التوهان لابد ..أنه يحسبها الآن يجمعها ..لا..أحد يدري مجرد
تخمين ..أو تصور يقترب ..أو يبتعد .
ارتفعت يده وهو في تلك الحالة الشرود , وبقايا ..احتراق يقترب من حافة الفلتر وهو في التيه اللحظي الآني ..رمى بعقب السيجارة ,وكأنه في حالة تنويم ذاتي , تحركت أصابع يده ,
-وهو في ذلك الشرود –
نحو جيب الكوت ,وأطلع الباكت مع الولاعة ..أشعلها كسابقتها لتستقر بين السبابة والوسطى ..وكان الوجه ..يصفى حينا ..ويغيم حينا آخر .
في جلسته تلك ..لم يتحرك ..عدا اليد الصاعدة والهابطة والسيجارة المحترقة ,عيناه غارقتان  في ضباب دخان سيجارته , وفي تحييد حاسة السمع ..وهو يرحل  شاردا في أفكاره ..أين ..¿
لا تدري ولأن الغيبة طالت ..والأفكار ذهبت بعيدا ..واصلت السيجارة احترق الفلتر ..وحينها لسعت النار الأصابع فانتبه ..واقفا ..يلعن الذهن الذي أودى ..به ..إلى المتاهة .!

قد يعجبك ايضا