أساور الكلام.. حظيرة الذئاب

ما الذي ينتظره العالم من سلالة جاهلة حاقدة متغطرسة دخلت أرض الحجاز فأفسدتها
وجعلت أعزة أهلها أذلة¿ سلالة غادرة كاذبة صدقت نفسها في غفلة من التاريخ أنها قادرة بما تملكه من نفط ومال حرام على تنصيب رئيس خانع لها هنا, مسبح بما تغدقه عليه وعلى زبانيته وحكمه من عطايا, وخلع آخر هناك رافض لها ولتدخلها وعطاياها. ما الذي قدمته هذه السلالة لليمن وليبيا والعراق وسورية وما الذي ستقدمه لمصر ولبنان والأردن غير ذئاب التكفير المهووسة بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة, والوالغة بالقتل والنهش واستباحة كل ما هو جميل وجليل, وتعميم ثقافة الكراهية والذبح والنهب والخراب¿ بل ما الذي قدمته لأبناء الحجاز أنفسهم غير كتاتيب الوهابية باسم المدارس والجامعات التي تخرج الدعاة والمطوعين والجلادين والسيافين أكثر مما تخرج الأطباء والمهندسين والنقاد والمفكرين¿ ما الذي تنتظره منظمات حقوق الإنسان والمدافعون عن العدالة من هذه السلالة العنصرية التي تتستر في حكمها وحكامها بخدمة الحرمين الشريفين في الوقت الذي تعزز فيه الفرقة وتنشر سموم الطائفية في مناهجها الدراسية وخطب مساجدها فتسمي مواطنيها من أبناء القطيف والدمام وسواهما بالروافض والمجوس الكفرة¿
كم من «أبو قتادة» و«أبو الدرداء» و«أبو جندل», وكم من الذئاب التي رعتها وسمنتها مملكة الظلام وصدرتها إلى سورية لتفتك بأبنائها أمام صمتك أيها العالم بمنظماتك وهيئاتك الإنسانية المزعومة¿ وكم من قناة وظفتها ليل نهار للتضليل والخداع وقلب الحقائق والكذب وتقديم هؤلاء القتلة على أنهم رسل الحرية والديمقراطية في بلاد ليس فيها من الحرية والديمقراطية سوى الاسم لا بل حتى كلمة حرية وديمقراطية ممنوعتان من التداول في مناهج سدنة الجهل والباطل.
الذئاب تلك التي أفلتت من حظيرتها السعودية هي ذاتها التي فجرت المسجدين في القطيف والدمام, وهي نفسها التي قتلت العلامة شهيد المحراب محمد سعيد رمضان البوطي, وهي ذاتها من فجر السيارة المفخخة بأطفال مدرسة عكرمة, وهي نفسها التي تصول وتجول اليوم في كل ساحة وميدان من بغداد إلى دمشق ومن عمان إلى تطوان! من دون رقيب أو حسيب, لأن هناك من يغذيها ويحميها ويلبسها جلد الحمل تارة, وجلد المعارضة المعتدلة تارة أخرى! 
لقد بدأت الحلقة الأولى من مسلسل أبي بكر البغدادي ربيب آل سعود وصنيعتهم الذي شب عن الطوق فأطلق ذئابه هذه المرة في أرض الحجاز لا ليقتص ممن ربى ورعى وسمن تلك الذئاب بل ليذكرهم بالدرس الأول الذي تعلمه منهم ومن أسيادهم الأمريكان والصهاينة في صناعة الموت والكراهية ونشر الفوضى التي لا تبقي ولا تذر.
ستعيش الأجيال وترى وتشهد أفول هذه السلالة التي لم تحفظ نعمة أو عهدا, فأفسدت وظلمت ومكرت في الأرض, وما العاقبة إلا للمفسدين الظالمين الماكرين, الذين سيذوقون مما صنعت أيديهم, وذلك حكم الله, وحكم التاريخ, فهل من معترض على حكمهما¿ 
نقلا عن موقع “تشرين”

قد يعجبك ايضا