اليمن شريان حياة للعالم

أخطاء فادحة ارتكبتها الأنظمة السابقة في اليمن منذ قيام الثورة الأم في 1962وحتى الآن وتتجلى في ترك منافذنا البحرية مفتوحة دون تحصين وإقامة قواعد عسكرية بما يمكنها من الحفاظ على السيادة الوطنية ويحد من تدفق المتسللين لأراضينا والهجرة غير المشروعة والتي باتت الأراضي اليمنية تعج بأكثر من مليوني لاجئ إفريقي وجنسيات أخرى ولمنع العابثين كذلك بسلامة وأمن واستقرار اليمن من قبل العناصر الإجرامية ـ قاعدية وداعشية ـ هذا من الناحية الاستراتيجية .. أما من الناحية الاقتصادية كان يمكن أن ترفد تلك المنافذ الهامة والحيوية الخزينة العامة بالمليارات سنويا كما تفعل مصر واستغلالها قناة السويس التي تجني منها ما يربو على مليار ونصف المليار دولار سنويا والعمل جار لعمل مجرى ثان للقناة بما يحقق ضعف المبلغ إن لم يكن أكثر وأيضا كان يمكن استغلال تلك المساحة البحرية في تنشيط السياحة الشاطئية بإقامة منتجعات سياحية وفنادق على شواطئ وجزر اليمن المختلفة والتي قد لا يماثلها روعة أي منتجعات عالمية أخرى لما تتمتع به شواطئنا وجزرنا من نظافة وتزخر به من أحياء بحرية نادرة وصالحة لممارسة الأنشطة الرياضية البحرية كالغوص وغيرها من الرياضات التي يقبل عليها الكثير من الناس .. إن اليمن الذي يملك أهم شريان بحري يربط الشرق بالغرب وموقعا استراتيجيا متميزا لا نظير له ومساحة بحرية تقدر بـ 2500كم وتعتبر اكبر مساحة بحرية على مستوى الوطن العربي ظل محط أطماع العالم سيما أمريكا التي حاولت مرارا قبل العدوان على اليمن في 26مارس 2015م وقبل أحداث العام 2011م أن تحصل على أرخبيل سقطرى لعمل قاعدة عسكرية نظرا لما يتمتع به الأرخبيل من أهمية بالغة على الصعيدين العسكري والتجاري . بل إن أمريكا تعتبر بلوغ غايتها ووضع يدها على الأرخبيل هدفا استراتيجيا ولا تخفي طمعها وطموحها في الحصول عليه لما لذلك الموقع الأرخبيلي من أهمية لمحاصرة روسيا وتجارتها النفطية والتحكم في منطقة الشرق الاوسط وأوروبا من خلال القرصنة الأمريكية وهيمنتها على تلك المنافذ البحرية الحيوية والهامة للعالم أجمع فالموقع البحري لليمن جد مهم وأدرك الغير أهميته منذ وقت مبكر وإذا كانت اليمن وعن طريق منافذها البحرية يمر عبرها كما في باب بالمندب 21 ألف سفينة نفط يوميا ما نسبته 4% من الطلب العالمي وأيضا شحنات تجارية ما يعادل 10% من الشحنات التجارية العالمية وعسكريا تمر الكثير من القطع والأساطيل البحرية والعتاد العسكري تمد العالم بالحياة عبر شريانها البحري ولا يصح من يمنح غيره الحياة أن يفقدها لأجل أطماع المستعمر الأمريكي الجديد القديم وثوبه الرث الذي أضحى اليمنيون يعرفونه جيدا وكما لفظ الإنسان اليمني المستعمر ستلفظه الأرض برها وبحرها وتجعل استراتيجيته وأطماعه في اليمن أضغاث أحلام ليس فقط الأمريكان وإنما الغرب ومن على شاكلتهم من العرب المعتدين الخضعان ومن المفارقات العجيبة أن اليمن يحاصر اليوم ويمنع من تزويد أهله بما يحتاجه من السلع الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية فبدلا من أن تفرض اليمن رسوم مرور على الناقلات النفطية الدولية والسفن التجارية والحربية العالمية يتم منع أهل السيادة والحق من ضروريات الحياة والسبب هي أخطاء تلك الزمرة الحاكمة التي لم تراع مصلحة الأمة وتخاذلت في أداء واجبها جهلا أو عمدا واليوم يجني الشعب بأكمله نتيجة تلك الأخطاء القاتلة ومن الواجب التذكير أن من تولى الشأن اليمني لم يدرك أهمية اليمن برها وبحرها ولعلهم لو أدركوا ذلك لما وصل حالنا إلى ما نحن عليه اليوم من حصار لا إنساني بغيض !! إن اعادة الحسابات وتصحيح الاختلالات التي حدثت في الماضي ووضع معالجات للمستقبل بما يضمن الأمن والاستقرار والخير لليمن وشعبه من الأهمية بمكان ولن يتأتى لنا ذلك مالم نتنبه ونقف عند أخطائنا أقله لأجل العظة والعبرة لعل الذكرى تنفع اليمنيين .. حفظ الله اليمن وجيشه وشعبه.

قد يعجبك ايضا