السعودية.. الجار الجنبú!
المملكة العربية السعودية وفي كل مواقفها تجاه اليمن تقف في المكان الخطأ بدءا من وقوفها ضد ثورة 26 سبتمبر 1962م ومرورا بحرب صيف 94م وليس انتهاء بمبادرة 2011م ثم عدوان 2015م.
هذه الجارة الجائرة حاربت سابقا الرئيس عبدالله السلال وانقلبت على الرئيس عبدالرحمن الإرياني وقتلت الرئيس الحمدي وهاهي اليوم تجاهر بغضبها الشديد من ربيبها “صالح”.. وبالأمس القريب خذلت السلفيين وانتقمت من أولاد الشيخ الأحمر واعتبرت الإخوان جماعة إرهابية.. فالمملكة لا تقيم وزنا للعلاقات الخاصة سواء مع الدول أو الأحزاب والجماعات أو حتى الشخصيات الاجتماعية كالمشائخ وغيرهم وأتحدى من يثبت أن السعودية استمرت في علاقتها حتى النهاية مع أي رئيس يمني أو أي حزب أو جماعة أو حتى شيخ قبلي¿
لا أحد يقوى على نكران منكر آل سعود تجاه بلادنا حتى لو تظاهرت بتقديم مساعدات مالية فالجميع مقتنع حد اليقين بالنوايا الملكية غير الحسنة إذ أنها لا تضمر لغيرها سوى الشر ولا يمكن أن تفعل خيرا محضا وخالصا.
فالسعودية ليست جمعية خيرية أو منظمة إنسانية وهي لا تقوم بهذا العدوان من أجل عيون حلفائها المماليك في الداخل وإنما من أجل ذاتها فقط لا غير بل إن هذا التدخل السعودي لن يجدي نفعا من التخلص من سطوة جماعة أنصار الله الحوثية بقدر ما يؤسس لحرب أهلية واحتراب داخلي طويل الأمد وباهظ الثمن ووخيم العاقبة!
صحيح أن الكثير من أبناء الشعب اليمني لا يتفقون مع المشروع الحوثي لكن في ذات الوقت ليس ثمة عاقل يثق بمشاريع “السعودية” فمنذ متى كان التدمير حلا ناجعا لتثبيت الشرعية¿ كيف للقتل والموت أن يصنع حياة ويخلق أمنا وينتج استقرارا¿
كيف لدولة ملكية أن تحمل لنا الديمقراطية على طبق من صواريخ¿
بل كيف لنا أن نثق بمن حارب ثورتنا ونظامنا الجمهوري منذ عام 62م¿
كيف لنا أن نطمئن لمن أجهز على حلمنا المدني وقام بقتل أبينا إبراهيم الحمدي عن طريق أدواته في الداخل¿
أنى لنا أن نصدق من وقف ضد الوحدة اليمنية عام 94م¿
كيف سيراودنا الأمل ممن يربض على أجزاء شاسعة من أراضينا ويمارس الوصاية علينا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. يمنع استخراج ثرواتنا الوطنية ويحول دون انتصار ثوراتنا الشعبية السلمية.. يمارس دور الأب العاق لأبنائه المعاقين بفعل عدوانيته¿
السعودية اليوم تدمر اليمن ومقدراتها أكثر من تدميرها لجماعة الحوثي بل ربما تصب هذه الحرب لصالح هذه الجماعة التي كانت تخسر كل يوم في شعبيتها وتكسب أعداء جدد بفعل تمددها المسلح ثم جاءت هذه الحرب الأحادية لتكون سببا في تحويل العداء تلقاء المملكة بل سيغدو عداء مزمنا وكراهية مستدامة لهذا الجار الجنبú.
الحوثي كان يعمل ضد نفسه ويحمل مقومات أفوله بين يديه لأن مشروع الموت لا يقود صاحبه إلا إلى الموت مهما بلغت قوته واتسعت مساحة سيطرته.. لكن الاعتداء السعودي قد يصنع من الحوثيين أبطالا قوميين يدافعون عن الوطن..
إذا أراد الله أن يغسل تاريخ جماعة مسلحة قيض لها عدوا غاشما وغبيا!!