الـعـدوان الـسـعـودي.. حــرب إبــادة

لقد أصبح من البديهي القول أن السعودية من خلال عدوانها على اليمن تمارس حرب إبادة شاملة على اليمن واليمنيين فالذي حدث في فج عطان كان كافيا ليظهر كوامن النفوس وحقد البدوي وثقافة الصحراء وما يحدث في صعدة من تدمير شامل وقتل وإبادة هو تعبير عن خوف وقلق وظن باطل في تغيير مقادير الله وفي ذلك دلالة على ضعف العقيدة.
لقد أصبح الواقع جليا واضحا لا لبس فيه ولا غموض لمن عرف المحددات الموضوعية التي تكلم عنها القرآن في جل سوره وآياته فالباطل يتمطى ويتمدد ليبلغ مداه إلى درجة اليقين بـ(الفرعنة) وأعني بالفرعنة الغرور الذي يبني البنيان أملا في الوصول إلى رب موسى ثم إذا بلغ تمامه كان نصيبه الانحدار والنكوص والغرق ومثل ذلك يمكن ملاحظته في منشور محمد بن سلمان وهو يعد الشعب السعودي بالانتصار ويعتب على مصر وباكستان في خذلانهما لهم ويمن عليهما بما وهب لهما وبذل من أموال وقد بدت لهجته في منشوره المتداول في شبكات التواصل الاجتماعي هزيلة منكسرة وبدوية لا تعبر إلا عن مراهق سياسي صغير يريد أن يطاول كبارا كما أنها حملت ضغائن داحس والغبراء وعبرت عن سقوط وشيك لنظام بلغ ذروة كماله وهو آيل للسقوط.
لن يستطيع محمد بن سلمان ولا العالم قاطبة الوقوف أمام هذا التدافع الذي فطر الله الناس عليه وجعله سسن الكون وأسس نظامه خوف الفساد وخوف شيوعه في الأرض بعد أن أهلك الفساد الحرث والنسل في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي اليمن وقد كشف الله رعاته على ملأ من الناس من خلال حالة التناقض التي بدت عليها البيانات والتصريحات الصادرة عن آل سعود ونظامهم حول العدوان على اليمن وقد تيقن دهماء الناس وعامتهم بالحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عن قرن الشيطان بعد أن حاول الكثير صرف الدلالة عن معناها الحقيقي إلى معان ظنية وتأويلية بذرائع واهية لا قيمة موضوعية لها ومثل ذلك التأويل ليس جديدا فقد تزامن مع نشوء الملك العضوض في القرن الإسلامي الأول وأصبح تطويع النصوص أو تأويلها لمصلحة الأنظمة والحكام ظاهرة عملت بشكل أو بآخر على إحداث الانحراف في المسار الإسلامي وفي السياق أحدثت انحرافا فكريا وتناقضا مع المبادئ والأسس الأخلاقية التي عمل الإسلام على احلالها كبدائل لواقع امتاز بالوحشية والدمار والقتل والوأد وشيوع الفساد.
وما تقوم به السعودية اليوم في اليمن هو امتداد لذلك الانكسار الحضاري والأخلاقي الذي يعود إلى الحركة السفيانية الغادرة والتي أسست واقعا تاريخيا قائما على شهوة الملذات والقتل والدمار والتغني بالأمجاد الباطلة والحمية الجاهلية والانتقاص من قيمة البلدان والقبائل والشعوب كما ترمز إلى ذلك الكثير من الحكايات والقصص والأحداث التي تتداولها الكتب والمرجعيات القديمة ولعل العقدة السفيانية من أهل اليمن والتي بدت في حكاية القافلة التي يرأسها الطرماح وموقف معاوية وحديثه مع الطرماح وتفضيله لقافلة قريش وتقديمها وحجته في ذلك التقديم هو تطاول أهل اليمن ومفاخرتهم بتاريخهم وحضارتهم وما يزال مثل ذلك الهاجس بقوته التاريخية بل أشد قليلا حاضرا في التكوين الثقافي السلفي فالمرجعيات السلفية هي الفاعل وهي المتفاعل مع الحاضر ومن قال ببطلان هذا القول فليأتنا بدلائل تناقضه طالما وقد قال محمد بن سلمان وقالت بيانات الحرب للعدوان وقال قادة العدوان ما يؤكده ويثبته بل وقالت المؤسسة الدينية السعودية في سياق تبريرها للحرب وهو تبرير لم يستند إلى المبادئ الإسلامية ولكنه كان يتناقض معها ويتناقض مع حقائق الواقع وحقائق العدوان.
أما العدوان العبثي والهمجي فقد أفصح عن باطل وقال للجميع دولا وشعوبا ومؤسسات عالمية أنه نظام مدمر وقاتل وهو من يرتكب الكثير من المجازر المرعبة في العديد من الدول وقد تحدثت بعض المؤسسات العالمية عن همجيته وعن ارتكابه لجرائم بشعة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وما يحدث في اليمن قد يكون النهاية الفاضحة لنظام آل سعود بعد أن ارتكب أبشع الجرائم ومارس التوحش في سقوط قيمي وأخلاقي فاضح.
لم تكن اليمن إلا نموذجا مباشرا لفاشية النظام الرجعي السعودي وقد دلت على النماذج غير المباشرة على توغله بنفس الأدوات وآلات التدمير والقتل وعلى وجوده كضمير مستتر يقف خلف الجماعات والتنظيمات الإرهابية وقد تناقض في اليمن إلى درجة الاعتراف بكل الجرائم التي حدثت في اليمن وفي المنطقة العربية برمتها.
لقد أضحت الصورة واضحة الآن أمام كل العالم فالسعودية التي تمارس العدوان بصورة مباشرة وغير مباشرة على الجيران وشعوب المنطقة لم تجن إلا عداوات الشعوب العربية وهي تعمل على إخلاء المركزية التي تستميت عليها لصالح إيران.
ومهما تكن من نتائج للعدوان السعودي في الحسابات السياسية الآنية والوقتية تظل هناك حقيقة ثابتة هي أن العدوان رسم واقعا جديدا لن تكون السعودية فيه إلا عدوا وحظها من العملات لن يكون إلا الخسران المبين .. لقد صنع العدوان يمنا جديدا

قد يعجبك ايضا