تهافت منطق العدوان والخيانة

من المسلم به يقينا أن اليمنيين, ساسة ومواطنين, سينقسمون تجاه العدوان السعودي الراهن على اليمن, بين مؤيد ورافض, مع نسبة تتربص لنفسها موقعا مع مآلات العدوان, , وأخرى لا تهتم بالعدوان ولا بما سيترتب عليه من نتائج ومصير.
ومع هذا الانقسام تبرز مسائل التوصيف والموقف والحكم, تجاه الحرب السعودية الراهنة ضد اليمن, بين من يرونها عدوانا ومن يرونها حربا مشروعة, وبصورة تنقلنا من السياسة إلى القانون ومن حق الاختلاف إلى حكم الحق بأمر العدل والإحسان.
سنضع هذه المسائل للنقاش ابتداء من فهم الحق في الاختلاف على ضوء من يقول إن للسعودية حق الدفاع عن النفس ضد تهديد إيراني يأتيها من تبعية أنصار الله لإيران, وهنا يفترق الفريقان في حق مكفول لهما بالسياسة بين موال للرياض وموال لطهران, فإذا استعان أحدهما بالقوة السعودية, كان هذا الحق مكفولا للآخر أن يستعين بالقوة الإيرانية, والحال أن القوة السعودية تعتدي وحدها على وطن وشعب بغير ما شرعية معلومة لها في عرف أو قانون.
ولأن المعاملة بالمثل حق وعدل, فقد كان بمقدور السعودية دعم أتباعها في اليمن كما فعلت ايران, لكنها تجاوزت ما هو مشروع إلى عدوان ظالم للشعب اليمني وخارج عن أية شرعية, فهل تكون المعاملة بالمثل حقا وعدلا لإيران¿
فإذا قلنا إن العدوان السعودي مشروع بجواز الاستعانة حتى بالشيطان على بغي الخصوم والأعداء, فإن هذه الاستعانة مشروعة للجميع ومقبولة منهم بغير اعتراض أو تجريم, لكن الاعتراض على مزاعم عن الاستعانة بإيران وتجريم ذلك, لا يترك مجالا لتبرير الاستعانة بالرياض والقبول بالعدوان السعودي على اليمن.
ولا شك أن أعراف الإنسانية وما لدى أممها من شرائع وقوانين تمتلك من الوضوح في التمييز بين ما هو جريمة عدوان, وما هو قتال مشروع ما يكفي لتوصيف الحرب السعودية والحكم عليها بعدل وإنصاف, فهل لدى من يبررونها ويؤيدونها حجة من عرف أو حكم من شرع وقانون يقول بما يزعمون ويؤيد ما يدعمون¿
لا شرعية للعدوان السعودي سوى القوة المسنودة بقوة الولايات المتحدة وهيمنتها على الشرعية الدولية, ولا مبرر لمؤيدي هذا العدوان من اليمنيين سوى الخيانة الوطنية المتجردة من القيم والأخلاق ومن الأعراف والشرائع, ومن القوانين والعدل.
سيتحمل اليمنيون مآسي العدوان الذي لن يتأخر مصرعه كثيرا, ببغيه على اليمن واستكباره بغير الحق, ولن يجد البغاة المعتدون غير خزي الهزيمة ومآل الندامة, ليرى ضحايا الظلم والعدوان بأم أعينهم انتصارهم المحتوم بالحق وحكم العدل والإحسان,.

قد يعجبك ايضا