تحرير اليمن من شعب اليمن
الحرب التي أعلنها التحالف العربي من عشر دول بقيادة السعودية وأبرزها سبع دول خليجية هي كناية عن إمارات صغيرة أدخل الخليج كله واليمن في المجهول ولم تضع القيادة العسكرية للتحالف استراتيجية عسكرية تعمل وفق خطة لأهداف محددة بل قررت ضرب الحوثيين وأنصار علي عبدالله صالح لمجرد الضرب حتى يخضعوا لقرار سابق من الأمم المتحدة لم يعد له أي قيمة بعد انهاء ولاية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وبعد الأحداث التي جرت في اليمن.
دخل اليمن في المجهول ومر اليوم العاشر على القصف الجوي والبحري ولم يتغير شيئا وطالما ان المعارك هي قصف جوي فلم تغير أي شيء وحده التدخل البري يغير الأمور وقد احتاجت الولايات المتحدة الأميركية لنصف مليون جندي للسيطرة على العراق الذي كان عديد شعبه 30 مليون نسمة منهم 16 مليونا كانوا ضد صدام حسين ويحتاج التحالف العربي بقيادة السعودية إلى نصف مليون جندي لغزو اليمن البالغ عدد سكانه 25 مليون نسمة منهم أكثر من 13 مليون نسمة مع الحوثيين وأنصار علي عبدالله صالح وهذا أمر غير وارد وغير ممكن لدى دول التحالف العربي لتأمين جيش من نصف مليون جندي لغزو اليمن. اما مبدأ قتال الحوثيين فهو للقتال فقط وهو استعراض جوي سينتهي دون نتيجة وسيسقط خسائر بشرية من المدنيين والمقاتلين.
واضح لأي خبير عسكري ان الرئيس عبدربه منصور هادي والسعودية ودول التحالف العشر لا يسيطرون على شبر واحد من اليمن باستثناء القصف الجوي فهل المطلوب تحرير اليمن من شعب اليمن¿ وهل المطلوب إبادة اليمن لان شعب اليمن لن يخضع لإرادة السعودية مهما كلفهم الأمر وكيف يخضع الحوثيون للسعودية وهو من اليوم الأول لإعلان نداء الطوارئ والاستنفار لبى طلبهم 650 ألف حوثي جديد حملوا السلاح وانضموا للمعارك إضافة إلى ان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لديه أكثر من 100 الف جندي من الحرس الجمهوري وهم من نخبة الجيش اليمني ويسيطرون على معظم مناطق اليمن.
قصف الطائرات السعودية من علو شاهق ليس له اي قيمة ولا جدوى له ولا نتيجة لان المقاتلين يبقون في مراكزهم وهم معتادون على القصف الجوي وعلى نمط القصف الجوي الذي لا يتوقف ليلا ونهارا.
اذا ماذا يريد التحالف بالنتيجة من اليمن¿ السعودية ترفض هدنة إنسانية لمساعدة الجرحى وتقديم الدواء للمستشفيات في اليمن وتستمر بالغارات الجوية فيما 4 بوارج مصرية تقصف موانئ عدن وكل هذه القوى لا تقدم ولا تؤخر في حرب مثل حرب اليمن وشبح هزيمة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يرفرف فوق رأس الملك سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ذلك ان بقية الدول في التحالف غير محسوبة عسكريا وبالتالي فان العمل البري مستبعد والهزيمة في اليمن آتية لا محالة. لا بل ان الرئيس عبد ربه منصور هادي لا يستطيع ان يحكم اليمن بعد نزيف الدماء والقصف ليلا ونهارا فوق رؤوس المدن اليمنية والمدنيين اليمنيين.
ادخل التحالف اليمن في المجهول وستقع حرب لن تنتهي بأشهر بين القبائل من جهة المتحالفة مع الإخوان المسلمين يقابلهم الحوثيون وأنصار علي عبدالله صالح والأقوى عسكريا على الأرض هم الحوثيون وجماعة صالح ولم تستطع طائرات التحالف بقيادة السعودية ان تقلب موازين القوى خلال أشهر لا بل خلال 6 أشهر وسنة وأكثر.
حتى الآن لم تتدخل إيران لأن إيران تريد أن تنهي العقوبات الأمريكية عنها وإنهاء الملف النووي وموعدها حزيران وبعد حزيران ورفع العقوبات فبعدها ستبدأ بعلاقات مع أوروبا وأميركا وقد تقدم في باب المندب او في مضيق هرمز على عمل عسكري ضد البوارج المصرية وإيران عسكريا في مضيق هرمز وباب المندب أقوى من مصر لان القوة المصرية محصورة بأربع بوارج بينما القوة الإيرانية تصل الى 35 بارجة حربية في منطقة شط العرب والبحر الأحمر وباب المندب ومضيق هرمز واذا تدخلت إيران ستصبح الحرب اقليمية كبيرة وبدلا من اخراج إيران من اليمن كما يريد التحالف بقيادة السعودية ستكون إيران هي المسيطر الحقيقي على اليمن والداعم الأساسي له عبر حماية موانئه وتأمين الأسلحة للحوثيين لكن الموعد هو في حزيران حتى الإعلان عن الاتفاق النهائي للملف النووي بين الدول 5+1 وايران.
للأسف سيخسر التحالف العربي المعركة لانه لم يضع لها استراتيجية منطقية تصل الى هدف معين بل وضع استراتيجية لقتال من اجل القتال وهذه الاستراتيجية أغرقت اكبر جيوش العالم وتحديدا جيش الولايات المتحدة الأميركية في افغانستان والعراق وفييتنام هذا إضافة الى إدخال اليمن في المجهول واشتعال حرب يمنية إضافة إلى سقوط هيبة المملكة العربية السعودية كدولة قوية عسكرية لان الرئيس الروسي بوتين الذي هاجمه وزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل هو الذي اوعز لخبير عسكري روسي ان يعلن ان الجيش السعودي لا شيء وروسيا ليست دولة صغيرة تسير في ركاب إيران وسوريا وحزب الله بل هي دولة قائدة تدعم محور المقاومة والممانعة لكن لديها أهداف هامة واستراتيجية عالمية واهم