الوحدة اليمنية همنا الأول والخيار الوحيد !!

في ظلال وأجواء قاتمة ومن خلال ثقافة الحقد والكراهية التي يزرعها الحراك الجنوبي المتطرف والمسلح ضد الوحدة وضد أبناء المحافظات الشمالية بالتحديد بين الاجيال الجنوبية الحالية والقادمة, وفي ظل تقاطع المصالح والأنانيات والافتئات والمخاتلة التي تعيشها قيادات ما يسمى الحراك الجنوبي المسلح وفي ظل التوجهات الممنهجة والاتجاهات غير الناضجة لقيادات الحراك المتباينة وتنفيذ أجندات خارجية لمن يوجههم ويدفع لهم مسبقا وفي ظل الأوضاع المهترئة والمهزوزة التي تتنازع المحافظات الجنوبية من عدن إلى المكلا مابين مد وجزر وتجاذب ومابين مؤيد لفك الارتباط وبين معارض للأقلمة أو مؤيد لها, وكل تلك الانقسامات والتباينات والاتجاهات المعاكسة,تظل اليمن والوحدة اليمنية في مهب الريح ولكن لا يمكن للحراك الجنوبي المتطرف الذي يستهدف أبناء المحافظات الشمالية سواء في المدن أو في المعسكرات التابعة للدولة لحماية الوحدة مهما تعددت اتجاهاتهم وتنوعت أجنداتهم والأهواء والنزعات الطائفية والقبلية فإنهم لن يحققوا شيئا مما يسعون إليه ومما يتطلعون إليه سواء بالانفصال أو الأقلمة لأن الوحدويين في كل شبر من اليمن لن يقبلوا أو يسمحوا بأية صيغة أخرى غير صيغة الوحدة التي تحققت منذ خمسة وعشرين عاما لأن الوحدة هي الضمان وهي طوق النجاة لكل يمني شمالي أو جنوبي مهما كانت صور الأقلمة أو مزاياها , ففك الارتباط والأقلمة هي البداية الحقيقية لتفكيك اليمن وتجزئته إلى كيانات وكانتونات ومشيخات وسلطنات.
إن صنعاء التاريخ والأصالة والحضارة والفن والعلم والشعر والأدب والتراث الأصيل قد استوعبت كل أبناء المحافظات الجنوبية دون تذمر أو سخط وعاشوا فيها سنوات وتعايشوا معها ومع أبنائها وباتوا اليوم لا يستطيعون فراقها أو مغادرتها فهي الوعاء الكبير الذي احتضن الجميع والتي يشتاق كل يمني إلى زيارتها والسكن فيها.
ولا يمكن للجنوب أن يستغني عن صنعاء العاصمة مركز العلم والمعرفة والضيافة والكرم والأخلاق. وبالتالي لا يمكن لأبناء المحافظات الشمالية الاستغناء عن مدينة عدن الحضارة والفن والجمال والهواء الطلق النقي والشواطئ الهادئة النظيفة والمياه الصافية والشواطئ الواسعة والسياحية الممتدة على مساحة واسعة من مدينة عدن ولا غنى لكل يمني أينما كان عن اشتياقه لزيارة عدن كمتنزه ومكان هادئ لقضاء العطلات والأجازات والتمتع بأجوائها الصافية والتسوق والتجارة والاستثمار فقد باتت عدن قبلة كل اليمنيين, فكلما شعروا بضيق الحياة في المحافظات الشمالية اتجهوا صوب عدن الثغر الباسم المضياف بمئات الآلاف ليقضوا فيها أياما لا تنسى.
فصنعاء هي العاصمة السياسية لدولة الوحدة ومركز اتخاذ القرار السياسي والعسكري والأمني . وعدن هي العاصمة الاقتصادية والتجارية لدولة الوحدة وهي موئل كل اليمنيين وهي كما أشرنا العاصمة السياحية والميناء الرئيسي لليمن .
فكيف لهذا الحراك المنتقم المنقسم المتنطع والمتهالك أن يقتطع عدن ويحتكرها لنفسه دون غيره وكلنا يعلم أن عدن هي ساكنة ومستوطنة في قلب كل يمني محب لهذه المدينة.
وكذلك صنعاء التاريخية عاصمة الوحدة اليمنية المعروفة والمشهورة بأسواقها ومتاجرها وعمائرها ومساجدها وحاراتها وأهلها الطيبين .لا يمكن فصلها عن جسد الكيان الأم ومهما حاول الانفصاليون وأد الوحدة أو تشويه صورتها أو الإساءة إليها فستظل قائمة وشامخة شموخ جبال شمسان وردفان ونقم وعيبان , وسوف نحتفل هذا العام بمرور ربع قرن من عمر الوحدة أو بمعنى أصح سنحتفل بعيدها الفضي , فهل نقابل هذا الاحتفال بالجحود والإنكار والتشويه , فإن الأجيال القادمة سوف لن ترحمكم وسوف تلعنكم لعنا شديدا لأنكم فرطتم بالوحدة فالوحدة هي قوة لليمن كلها .

قد يعجبك ايضا