كيف نربي أولادنا على حب الوطن

الشيخ الدكتور/ أيمن عبدالعزيز عبدالمقصود

 - إن تربية الأبناء تحتاج إلى الجهد الكبير والعمل المتواصل والدراسة والتدريب هذا لمن يريد لأولاده أن يكونوا نافعين لدينهم ولوطنهم.
 وإن تربية الأبناء
إن تربية الأبناء تحتاج إلى الجهد الكبير والعمل المتواصل والدراسة والتدريب هذا لمن يريد لأولاده أن يكونوا نافعين لدينهم ولوطنهم.
وإن تربية الأبناء على حب الوطن من المعاني المهمة التي يجب أن يعتني بها الآباء والمربون لأنه يولد عند الأبناء الولاء والانتماء والعمل المتواصل لنهضة ورفعة وطنهم كما أنه يعلمهم أن هناك هدفا أكبر يعيشون من أجله في هذه الحياة يتعدى هذا الهدف المصلحة الشخصية إلى المصلحة العامة الجماعية.
وهناك العديد من الوسائل التي قد يتخذها الآباء والمربون لتربية أبنائهم على حب الوطن وتعميق المواطنة ومنها:
1- القدوة العملية من الآباء والمربين.. عندما يرى الأبناء دائما آباءهم وأمهاتهم يتابعون الأحداث والقضايا المهمة المتعلقة بالوطن وعندما يجدونهم مشاركين بفاعلية في هذه الأحداث فإن ذلك هو خير وسيلة لتربية الأبناء على حب وطنهم والانشغال بقضاياه.. كل هذه المشاعر الصادقة تنتقل من الوالدين إلى الأبناء بتلقائية لأن الوالدين هما القدوة للأبناء.
2- حب الأوطان من الإيمان.. وذلك عن طريق أن يقص الآباء والأمهات القصص التي تنمي روح الوطنية وحب الوطن والتي تربط حب الأوطان بالإيمان فها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – يضرب أفضل الأمثلة في حبه لوطنه عندما خرج من مكانه وبلده الذي ولد فيه “مكة” فكان يخاطبها وعيناه تسكبان الدموع: والله يا مكة لأنت أحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت.
وكذلك سعيه – صلى الله عليه وسلم – في نهضة بلدته وأمته بنشر قيم الخير والعدل ومحاربة قيم الظلم والشر فالنبي – صلى الله عليه وسلم – جلس في مكة ثلاث عشرة سنة لم يكل ولم يمل ولكنه ثابر وصابر من أجل هداية قومه وإخراجهم من الظلمات إلى النور ويظهر ذلك جليا من خلال صعوده – صلى الله عليه وسلم – على جبل الصفا وندائه على قومه وإبلاغهم لرسالته.
3- تدريب الطفالااأططأطفال على إظهار حبهم لوطنهم.. وذلك عن طريق:
– اصطحاب الأطفال في الأماكن التي تبرز فيها الروح الوطنية كالوقفات والمظاهرات والندوات والمؤتمرات مما يعمق حب الوطن لدى الطفل منذ الصغر.
– شراء الأعلام والرايات والتي تبرز معنى الوطنية وحب الوطن.
– حفظ الأناشيد الوطنية مما لها أكبر الأثر في تنمية الحس الوطني.
– الاستعانة بالرسومات على الوجه في المناسبات الوطنية والتي تعبر عن حب الوطن.
– تشجيعهم على إبراز حبهم لوطنهم بالتعبير عن ذلك بالكلام والكتابة والشعر والمناقشات بينهم وبين الوالدين.
4- تبسيط المعاني والمفاهيم المجردة بالمفاهيم المحسوسة فقد تكون هناك ألفاظ لا يستطيع الطفل استيعابها فيستعان بذلك بتقريب المعنى بما يناسب طبيعة ومرحلة الطفل.
5- تدريب الأبناء على المواطنة وذلك عن طريق تدريبهم على التعامل الحسن مع إخوانهم في الوطن ممن يحملون دينا آخر غير دينهم فنعلمهم كما أمرنا ديننا الحنيف بأن نحسن إليهم ونبرهم فهم شركاء في هذا الوطن وإن لهم مالنا وعليهم ما علينا.. هذه بعض الوسائل التي تحبب أبناءنا على محبة أوطانهم وتنمية هذه الروح منذ الصغر عندهم وتعلمهم الانتماء والولاء الحقيقي لوطنهم وحبذا لو جعلنا هذا الوطن يتعدى الحدود الجغرافية ويشمل كل بلاد الإسلام والتي ينطلق فيها بكلمة التوحيد.
هذا وأصلي وأسلم على خاتم النبيين والمرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عضو بعثة الأزهر الشريف باليمن

قد يعجبك ايضا