الغاز ألغاز
يكتبها علي بارجاء
في القرن الحادي والعشرين يعود اليمنيون إلى استعمال الحطب في الطبخ بعد أن شحت في الأسواق أسطوانات الغاز.
مشكلة سيواجهها ساكنو العمارات في المدن بينما في الأرياف والمدن التي يسكن أهلها في بيوت مستقلة فاستخدام الحطب قد يكون أمرا اضطراريا وإن كان في ذلك بعض الصعوبة والمعاناة.
لا ضرر حين يضطر القادر إلى دفع مبلغ كبير قد يصل إلى خمسة آلاف ريال لشراء أسطوانة غاز واحدة وهو مبلغ يزيد في العادة على قيمة ثلاث أسطوانات لكنه الضرر كله للبسطاء الذين فرحوا بخفض سعر البترول والديزل وينتظرون استكمال خفضه إلى سعره قبل الزيادة الأخيرة التي ثار بسببها الشعب.
أليس هذا الارتفاع في أسعار الغاز عبث واستهتار بكل قيم ومبادئ البيع والشراء¿! ولكن طالما أننا في وطن يفعل فيه الإنسان ما يشاء من غير أن يراعي دينا ولا ضميرا ومن غير أن يكون للدولة والقانون حضورا لتراقب وتحاسب المتلاعبين بالأسعار فإن كل شيء جائز وليس بيد المواطن سوى توفير حاجاته بأي طريقة ولا يهم بعد ذلك كيف يحصل على المال ليشتري ما يحتاجه.
الغاز ألغاز مشكلة محيرة لا ندري ما سبب اختفائه من الأسواق ونحن في وطن يبيع الغاز بأبخس الأثمان لكوريا.
شحة الغاز وارتفاع سعره حرب موجهة ضد كل يمني في قوته ولابد من حل جذري وحسم للأسباب ومعالجتها معالجة بحيث لا تتكرر في قادم الأيام.
هل التقطع في طريق الناقلات هو السبب أو السبب شيء آخر لا نعلمه¿ فضخ الغاز من باطن الأرض لا يتوقف! فأين تذهب هذه الكميات من كل آبار النفط الكثيرة لنعيش اليوم أزمة حادة جعلتنا ننشغل عن حياتنا لنتفرغ للبحث عن أسطوانة غاز واحدة ولتصبح أحاديثنا مقتصرة على الغاز في زمن نعرف في ماذا ينشغل العالم ويتحدث ليزداد تطورا يوما بعد يوم.
أعلم أن ثمة مشكلات وأزمات كثيرة وعظيمة تمر بها البلاد ولكن هذه الأزمات والمشكلات هي بين الأحزاب وليس بين الشعب ومهما بلغت تعقيداتها فإنها لا تهم الشعب أكثر من استمرار حياته وتوفر ما يريد من خدمات وإذا كان الرئيس قد استقال هو والحكومة فهل باستقالة الحكومة تتعطل وتغلق الوزارات أبوابها وينتهي كل شيء¿
الشعب لا يهمه المماحكات التي تدور بين الفرقاء وهم قلة وعلى هؤلاء أن يفهموا هذا وأن يعلموا أنهم يسيئون إلى الوطن والشعب. وأنهم لم يصلوا إلى مواقعهم هذه إلا بشعبهم وإلا فالشعب قد شب عن الطوق ويعلم المفسد منهم من المصلح وأنه قادم على استحقاقات دستورية وسوف لن يمنح ثقته إلا لمن يهتم بمصالحه ويوفر له حياة كريمة وما حدث في الشقيقة مصر وفي تونس سيحدث في بلادنا فقد عانى الشعب ما فيه الكفاية وليس بقادر على أن يحتمل المزيد.