غزوة الحوطة على ضريح سفيان !!
عبدالجبار سعد

مقالة
عبدالجبار سعد –

مقالة
لم يمر هدم ضريح الولي الشهير سفيان الأبيني في مدينة الحوطة من قبل خوارج العصر مرور الكرام رغم أن سيرته العطرة لايعلمها الكثير .
سفيان الأبيني وما أدراك ماسفيان الإبيني هو رجل من العريقين في المعرفة الإلهية ومقامات الأولياء .. وردت سيرته في كتب كثيرة أهمها كتاب كرامات الأولياء للقاضي يوسف النبهاني وفي طبقات الشرجي المسمى ( طبقات الخواص ) أهل الوفاء والصدق والإخلاص .
لقدعاش سفيان في عصر الأولياء ..وكانت وفاته عام 612 للهجرة ونسبه ينتهي إلى سيدنا الحسين بن علي عليه السلام.. شارك في معركة دمياط ضد الإفرنج بعد أن جيش جماعة للجهاد ضدهم في فلسطين ..واشتهر بين أهل مصر حينها قولهم نصöرنا برجل من اليمن اسمه سفيان .
تروى عنه أحداث كثيرة أشبه بالأساطير ولكن هناك حادثة مشهورة في سيرته وثقتها الكثير من السير وهو انه كان في عدن وال للسلطان توران شاه اسمه الزنجيلي وكان ظالما وقد ولى يهوديا على المسلمين فناشده سفيان أن يعزله وشكا حاله لتوران شاه ولما لم يجد استجابة لذلك ذهب إلى مجلس اليهودي وحوله الوجهاء والحرس وقال له اسلم يا يهودي فقال اليهودي لحراسه خذوه فلم يقدر عليه أحد وكرر سفيان طلبه لليهودي فلم يجبه لما أراده منه فأخرج خنجره وذبحه في مجلسه .
ظل السلطان يطارده فلم يقدر عليه أحد رغم انه يسير في طرقات عدن وأخيرا نصحوه بأن يستعين بأهل الله من رجال التصوف لكي يحافظ على هيبة دولته فجاءه أحدهم فقال له يا سفيان إن السلطان يريدك أن تدخل السجن فقال له :وأنت ماذا تقول قال ” ادخل السجن ” فدخل السجن مختارا وكان في كل يوم جمعة يخرج من السجن إلى المسجد ولا يقدر احد من الحراس على منعه ثم يدخل المسجد ويقول اللهم أني نويت أصلي صلاة الجنازة على هؤلاء الأموات ويقصد الحاضرين من المصلين ثم يصلي ويخرج .
أخيرا ضاق به السلطان والوالي وأطلقاه .
هذه قبسات من سيرة الإمام الصالح سفيان الأبيني الذي انتصر عليه خوارج القاعدة في حوطة سفيان التي أصبحت تعرف بحوطة لحج ..وبهذا يكونون قد انتصروا على ضريحه انتقاما لليهودي ولصليبيي ذلك الزمان .
رحمك الله يا حبيب الله وسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا .