الفوضى وأزماتها
واثق شاذلي
مقال
هل صحيح أننا نعيش عهد الفوضى… هل هي نازلة نزلت بنا وأدخلتنا في دواماتها … هل نظام الحكم هو السبب أم أن هناك من يعمل على إشاعة الفوضى وانتشارها في أوساطنا ليعيش في فراغاتها يملأها بمصالحه ومكاسبه.
تعالوا بنا اليوم نتابع حقيقة الفوضى في م/ عدن وما تخلقه لأهلها من أزمات وفي مقدمتها أزمة الأمن وأزمة الغاز. هذه المدينة الكبيرة وضواحيها تعيش أزمة عدم استتباب الأمن ويسكن وجدان ناسها ضياع أمانها والحديث عنه يدور على كل لسان.. عدن التي كانت مستقرة سالمة مسالمة لا تسمع فيها لاغية أصبحت اليوم أسيرة الخوف المسيطر عليها وعلى ناسها يخشى الواحد منهم رجلا كان أو امرأة شيخا طاعنا في السن أ طفلا من الوقوع في براثن إطلاق نار يفاجئه على الطريق, لا يدرون من أين ستداهمهم الحوادث الإجرامية. يوم الاثنين الماضي حمل الناس الابن الشاب لجاري الذي يسكن نفس شارعنا في التواهي, وكان الشاب يمر في أحد شوارع المعلا ظهرا حيث فوجئ بإطلاق نار من مسلحين ضد أحد الأشخاص أردوه قتيلا ودمروا في نفس الوقت أعصاب الشاب ونفسيته حيث يدور والده به الآن عيادات الطب النفسي والعصبي بحثا له عن علاج, وهذا مثل من عشرات الأمثلة.
قبل حوالي عشرة اشهر كتبت عند تعيين المدير العام الجديد لأمن عدن باعتباره أحد المتخصصين في مكافحه جرائم المخدرات واستبشرت خيرا في انخفاض عدد هذه الجرائم تدريجيا حتى انقطاع دابرها.. جرائم المخدرات هذه التي لا تكتفي بتدمير من يقع في أسرها بل تدفعه إلى ارتكاب جرائم أخرى أكبر منها.. لكن الوقائع تقول عكس ذلك وأنها في ازدياد.. هل لمدير أمن عدن أن يقدم لنا كشفا بعدد جرائم القتل التي تمت نهارا جهارا أمام الناس في المحافظة في العام الماضي 2014م مقارنة بالعام الذي سبقه وعدد المتهمين الذين قدموا إلى القضاء وما قاله فيهم بدلا من (اكليشيه) أن البحث جار عن القتلة وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم.
الكل يعرف أن مهمة الأمن في الحد من جرائم القتل ليست بالبسيطة بعد تراكم طويل لأعمال عصابات القتل والتقطع وحيازتها لكثير من الأسلحة المختلفة إلا أن أي خطة أمنية محكمة وتكاثف جهود رجال الأمن وأبناء وبنات المدينة إلى جانبهم كفيل على الأقل بالقاء الخوف ولا أقول الرعب في قلوب ونفوس القتلة هؤلاء.. إنها الخطوة الأولى في اعتقادي لمطاردتهم ومحاصرتهم والقاء القبض عليهم لأن هذه العصابات وهؤلاء القتلة يسرحون ويمرحون, يقومون بجرائمهم دون خوف أو خشية من أن تصل إليهم يد الأمن وكاني بهم قد حازوا صك الأمان من أي فعل أو حركة قد تؤدي إلى كشفهم وتوقيفهم وتقديمهم إلى العدالة .
على الأمن أن يحزم أمره وعلى قادة الأمن أن يعرفوا أن تاريخ المدينة يعد من العوامل المساعدة لهم في نجاح مواجهتهم لهؤلاء القتلة وإنزال العقوبة الرادعة بهم .
عدن تعيش أزمة غاز خانقة.. غاز الطبخ والغاز المستعمل كوقود للسيارات شهر يناير الذي مد لنا يده يوم أمس مودعا كان ضيفا ثقيلا على المواطنين فقد اختفى الغاز من مطابخ الأسر وجعل السيارات المستعملة له كوقود تصطف في طوابير قد تشاهد أولها ولكنك لا تعرف أين نهايتها لاتنسوا أن بلدنا ينتج الغاز ولدينا مصاف للتكرير, ماذا لو كنا من الدول التي لاتنتج الغاز أو التي لا مصافي فيها تقوم بتعبئه آلاف الأطنان من اسطوانات الغاز, لو تطرقنا لما يقوله أصحاب الشأن المهيمنون على إنتاج وتوزيع الغاز واتهام بعضهم للبعض في التسبب في اختفائه فلن تكفي بضعة أعمدة لا مجرد عمود واحد للتأكد من حقيقة أقوالهم, لكن الحقيقة والتي لا بد أن يلمسها الناس حية موجودة في مطابخهم وسياراتهم هي التي يجب أن تكون القول الفصل في مدى قيام هؤلاء بمهامهم وواجباتهم .
إذا كان الحيز المتاح للعمود قد انتهى فلا يمكن أن ننتهي نحن أو ننهي كلامنا عن أزماتنا التي تعصف بنا من جراء قوى همها الأول خلق الفوضى وزرع الأزمات التي يحصدون من ورائها ثرواتهم وقوتهم ونفوذهم.
Wams2013@hotmail.com