الثورة هي علم.. وعمل¿¿
أحمد الأكوع
أحمد الأكوع –
إن المتأمل في حياة الشعب اليمني سيجد أن أي ثورة لا تفي بالتزاماتها ولا تنبذ العنف والتخلف لا يمكن أن تستمر أو تستقر في نفوس الناس ولذلك لم يخل الحكام الذين عرفتهم اليمن خلال تاريخها الطويل من استشعار الحق الإلهي في التحكم وإذا لم تتفاعل البلد بالأنظمة السياسية الحديثة ولم يكن للمدارس الفكرية الجديدة وجود محسوس في اليمن فإن تحويل نظام الحكم من الإمامة إلى الجمهورية وتغيير شعار الدولة وعلمها لم يكن وحده قادرا على طي تلك المسافات التاريخية بين العقلية المسجونة في الصراع بين المذاهب وبين الصراع الأيدلوجي بين النظم السياسية المعاصرة من ديمقراطية الطبقة العاملة إلى الديمقراطية الموجهة فالديمقراطية الغربية.
إن الثورة الحقة هي التي تعطي صاحبها حق الإمساك بزمام السلطة هي الوعي الكامل لحقيقة أسباب تخلف الشعب والإدراك البصير لسبل الرقي به وتحقيق الوحدة الحقيقية بين أبناء الشعب وكذلك القضاء على أوجه البؤس والشقاء الذي يسيطر على حياته واستعادة كرامته أمام نفسه وأمام السلطة وأمام الآخرين خارج حدود بلده.
والثورة الحقيقية التي يشير إليها الرئيس جمال عبدالناصر في قوله: إن الثورة كل ثورة لا تستحق اسمها إلا إذا اعتمدت الأسلوب العلمي – فكرة وعملا – طريقا لها إن الثورة ليست مجرد غضب الثوار على الأوضاع القديمة التي تستبد بمجتمعهم وتعرقل حركته وتحول دون انطلاقه وإنما الثورة هي علم التغيير الاجتماعي الشامل العميق لصنع حياة جديدة تفي بمطالب الثوار وآمالهم.
نعم فإن الثورة هي علم التغيير الاجتماعي الكامل العميق لصنع حياة جديدة وليست الثورة المتطلبة مجرد استبدال رجال في سدة الحكم برجال آخرين بقوة السلاح.
شعر:
حاربوا مع الأجانب
حاربت لا دفاعا عن اليمن
حاربت من أجل الرغيف
بجانب ألف شيسنت
وفي الليالي السود بين الدم والنهب
رأيت لي صحابا
كانوا من اليمن
في الجانب المضاد
حاربتهم وحاربوني
لا دفاعا عن مثل
وكان لا يهم من يعيش أو يموت
ولا يهم قاهر ومنكسر