الانفعال !!
عبد الرحمن بجاش
شاهدت حلقة المصارعة الحرة الأسبوعية المسماة (( الاتجاه المعاكس )) لهذا الأسبوع , وسألت نفسي بعدها : هل هو الانفعال الذي يجر اليمني إلى هاوية رد الفعل الأهوج واتخاذ القرار الخطأ في اللحظة العاصفة ¿¿ , لأن السؤال الأهم كان يدور في ذهني : منذ عام 62 وكلما تقدمنا خطوات عدنا إلى المربع الأول , هل هو الانفعال اللحظي يجعلنا نتخذ القرار تحت وطأته ¿ وحين نهدأ نجد كل الصحون مجرد قطع مبعثرة فلا ندري ما نفعل فنواصل السير على القطع المسننة حتى ندمي الأقدام !! , وانظر فلم تتحقق نتيجة واحدة طوال تاريخ عمره يدخل عامه الثالث والخمسين بدون أدنى رؤية ولا قناعه بشيء ولا تراكم في أي شيء , وحتى ردودنا عبر مواقع التواصل تتسم بالانفعال , وحتى مسيراتنا في الشوارع تتسم شعاراتها بالانفعال , هل يلعب القات دورا في حدة الرد دائما ¿ أن تسأل سؤالا فستجد معظم الردود انفعالية من الطرف الذي مع فرضا والطرف الذي يرفع دائما شعارا دائما (( خالف تعرف )) , وفي سبيل أن يرسخ قناعة بأنه على حق فلديه استعداد للذهاب إلى نهاية الشوط , وانظر فخطابنا من بعد 19 يناير خطاب انفعالي في ما يفترض انه تفاهم على كيفية الخروج من اللحظة الفارقة جدا !! , صوت العقل يضيع أمام الأصوات المنفعلة التي لا تقرأ الحرف وما وراءه , وتبعا لذلك تأتي القرارات أي قرارات تحت وطأة اللحظة المنفعلة فننفجر في وجوه بعضنا , حتى إذا وضعت أول غصن قات في الفم بدأ الهدوء اللحظي يسري في العروق فإذا بك على طريقة جدتي (( لكنتوا عملتوا كذا كان احسن )) , وبسبب الانفعال التالي بعد ساعة النشوة الأولى تجد نفسك متمترسا من جديد (( والله ما مشوا خبرهم )) , فتنفعل بوحي من سحائب دخان السجائر فتصدر عنك قرارات انفعالية , ويأتي الليل فيجلب الهموم , فإذا مرت قطة وقفزت إلى ظهر برميل الماء , سمعت دويه بإذن الترقب صحت (( قرحت )) فتزداد ضربات قلبك , حتى إذا سحب جارك بابه الكبير على العجلات قفزت مرة أخرى وأصدرت بيانا شديد اللهجة , وطوال الليل حيث يعز النوم تظل تخمسها وتسدسها , يشرق الصبح بلا أمل يستدعونك إلى حيث يفترض أن تشارك في اتخاذ القرار ولأن عينيك لم يصادفهما النوم لا تدري إلا وأنت تصرخ (( لن يمروا )) من هم ¿ مدري !! كيف ¿ مدري !! , وهكذا تتوزع حياة الناس بين انفعالات النخب , التي لا تصل إلى شيء وتجرجر الشارع وراءها فإذا انفعلت باعت الشارع كما حدث في 2011م , وان وصلت فتكون الطريق قد انقطعت بين الفرقاء وعاد كل يحسب حساباته الخاصة , هل تريدونها على بلاطه ¿ سأقول لكم : دعونا… سواء رضينا أم لا , قبلنا أم لا… دعونا نرمي كل السنوات التي مرت وراءنا ونقبل ونفهم بعضنا , ونبدأ بداية أخرى بطريقة مختلفة , إذ أن من ثاروا لم يستطيعوا تحقيق شيء يذكر سوى تعب الناس , ومن وقفوا ضدا وصلوا إلى الوهم بتحقيق المكاسب , والحقيقة أن الكل خسر باستثناء من يتعاملون مع كل ما يحدث وحدث بمقياس كم يدخل إلى جيبك من النقد هؤلاء هم الوحيدون من استفادوا نقدا !! نأتي إلى أصحاب القضايا كل حسب قضيته فيبدو أن الكل خسر ولصالح قوة جديدة تدري ما تريد مهما اختلفنا مع نظرتها وأساليبها , على الآخرين القبول بـ ((أنصار الله)) شريكا كامل الحقوق وعليه ما على الآخرين من واجبات , ولنترك بعيدا التنابز بالألقاب , فطالما انك لم تحقق نصرا على خصمك فتفاهم معه لأن الوطن ليس حلبة مصارعة بل مكان للعيش المشترك , هل بالإمكان أن نترك الانفعال جانبا ونبدأ هذه المرة بهدوء ¿¿¿¿¿¿ لا طريق غير هذا الطريق ……….