ما جدوى الكلام والكلمات
محمد المساح

ماجدوى الكلام.. وتدبيج الكلمات ياصاحبي وأنت تستيقظ وتنام على مشهد القدر المر ومناظره وتحتل البصر.. تسكن الذاكرة والوجود صور المشهد المر لإخوانك وأخواتك .. في فلسطين وسوريا .. ألاتسقط دمعه.. من عينيك¿ ام ياترى أن الدمع جفت ينابيعه في الأحداق.. والمشاعر والأحاسيس تعطلت.. فلا تبكي ولاتضحك.. صور الإذلال والامتهان.. اللتين ترتكبهما قوى غاشمة بحق الأطفال والنساء.. أو أنك منوم.. بالسحر والتنويم المتعدد الأشكال وأصبحت بلاحول ولاقوة.
ما جدوى الكلام وتدبيج الكلمات.. وأنت تبلغ الغصة وراء الغصة.. تتساءل بمرارة العاجز المشلول.. تتابع صور القهر والإذلال.. احتلال المكان واحتلال الروح.. وشعورك الضائع والمفقود تتحسس رأسك ولاتدري.. أأنت موجود حقا.. أم أنك مجرد شبح ليلي يطوف.. بالأطلال.. وتاريخ الذي لقنونا إياه.. بالأمجاد والظاهرة الصوتية.
ما جدوى الكلام.. وتدبيج الكلمات.. واللغة العربية بكل حروفها وسجعها ونثرها.. لغة فقدت مبرر وجودها.. لأن المرحلة أو الزمن.. يتحكم بها ويديرها بالريموت كنترول قوى الاستحكام العالمي إلى هذه الدرجة من الحال والأحوال أينام.. أم سائرين نياما أنا وأنت ياصاحبي.
ماجدوى.. الثرثرة اللغوية وسقط الكلام.. والتبرير والتسويغ والواقع وصوره تتابع ونتلاحق.. والمجموع.. والوعظ والخطاب وكل على من قدر.. وأنا على حمار خالتي حسب المثل .. وأين ذلك الهدير والمرجلة والتوصيف.. للجهاد في جزر واق الواق.. يوم ثار النقع وغبار الحرب.. ضد أناس طيبين.. وقفوا مع القضايا العادلة وناصرونا وساندونا ضد هذين العدوين الغاشمين.. وجزيناهم جزاء سنمار هل نعرج..إلى الحال والأحوال.. وذلك الثرى الباذخ .. ومن ثم هذا التحول الغريب في التشفي من الذات والجار وإن جار.. أهو القدر المر وهذا الحال.. الذي يعجز الكلام وتدبيج الكلمات.. ما الجدوى¿ والحزن والمرارة.. وما وراء الكلام قبله.. وبعده..