ما جدوى هذه الأحزاب¿

واثق شاذلي

مقال


 - 

الأحزاب السياسية هي أخر اختراعات الإنسان الكبيرة في عالم السياسة في عصرنا.. عصر الحريات والديمقراطية باعتبارها  الوسيلة لحكم الشعب نفسه بنفسه أو حكم الأغ

الأحزاب السياسية هي أخر اختراعات الإنسان الكبيرة في عالم السياسة في عصرنا.. عصر الحريات والديمقراطية باعتبارها الوسيلة لحكم الشعب نفسه بنفسه أو حكم الأغلبية وهو الحكم الذي لابد وان تظهر أثاره الايجابية الحميدة على البلاد والعباد وإلا فعلى الحزب أو الأحزاب الحاكمة الانسحاب من السلطة أو التخلي عنها وتركها للأحزاب القادرة على إدارة دفة البلاد عن طريق ما أصبح يعرف بالعملية الانتخابية الديمقراطية الحرة والنزيهة .
الأحزاب تمثل طبقات أو فئات من الشعب أو وجهات نظر معينة أو أساليب إدارة شؤون العامة, وهي تقوم وتقوى وتتطور وتسعى بالطبع للوصول إلى السلطة لتنفيذ ما تراه صحيحا في برامجها المعلنة وخططها المنشورة وآرائها وأفكارها المنتشرة, وقد تتولى السلطة بمفردها إن هي استطاعت ذلك أو بالتحالف مع أحزاب أخرى قريبة منها في مفاهيمها وتوجهاتها وأساليب عملها, أما التحالف بين أحزاب متعارضة ومتناقضة في ما بينها فهو تحالف مشكوك في أمره وبقائه وقدرته علي العمل السليم فهو يحمل نقاط ضعفه وسقوطه منذ الأيام الأولى لولادته.
هناك أحزاب قويه وأحزاب متوسطة القوه وأحزاب ضعيفة بعض الشيء وهناك أحزاب إلى اليمين وأخرى إلى اليسار وبعضها في الوسط إلا أنا نرى في كل حزب منها تعبيرا وخاصية يمكن أن تضيف شيئا إلى بناء الوطن والإنسان اليمني.إذا كان هذا هو تعريفنا البسيط والأولي للأحزاب فلننظر ونراجع شؤون أحزابنا اليمنية بنفس البساطة والسلاسة.تقول الأرقام أن عدد الأحزاب في اليمن يزيد عن أربعين حزبا والعدد الرسمي المسجل42 قابل للزيادة.
تصوروا هذا العدد في بلد كاليمن من حيث عدد السكان ونسب المتعلمين والمثقفين والأميين فيهم ووضعه وقوته السياسية والاقتصادية.
هل ينطبق تعريفنا البسيط ذلك على كل تلك الأحزاب..هل هي قائمه بذاتها تنطبق عليها تلك القواعد والآراء والأفكار أم أن كثيرا منها يتكون من أعداد قليلة من البشر أو أفراد من القوى أو أنها تابع صغير لحزب كبير. هناك أحزاب تتطابق في كل أمورها مع أحزاب أخرى…ما الداعي لوجود هذه الأحزاب المتشابهة بل المتطابقة..لماذا لا تشكل لها حزبا واحدا طالما لا يوجد هناك ما يفرق بينها ما جدوى قيامها ووجودها بما يسمى قياداتها ولجانها وفروعها في المحافظات لا سمح الله…أليس كل ذلك مجرد كلام في الهواء وأساليب في السياسة لتحقيق مصلحة معينة لا مصالح عامة شعبية ووطنية.
ألا يمكن أن نعيد النظر في أمر أحزابنا وحقيقة وفوائد وجودها وبهذا العدد وكيف نعمل على إيجاد أحزاب حقيقية قوية وقادرة على النهوض بشؤون البلاد والعباد سواء كانت في الحكم أو في المعارضة ,وفي هذه المسألة … الحكم والمعارضة… مازلنا نسمع عن ضرورة وجود أحزاب قوية في الحكم وكذلك في المعارضة…هل هو ذلك ما يحدث عندنا , وإذا كانت لدينا أحزاب حاكمة قويه فهل هناك معارضة قوية وماهو المفهوم الصحيح لهذه المعارضة¿ أم أن حرية المصالح هي التي تدفع بالبعض إلى السلطة وتجر الآخر إلى المعارضة .هذه مجرد نقاط سريعة بسيطة علينا تناولها بمزيد من التوسع للعمل على خلق حياة سياسية صحيحة هدفها الأول تقدم الوطن وتحسين حياة الناس وضمان أمنهم وسلامتهم. لا يمكن أن نطالب بالحد من حرية الأحزاب والتضييق عليها ولكن لا يمكن أن نسكت عن كثير من العمل السياسي المعرقل لنمونا وتقدمنا .

Wams2013@hotmail

قد يعجبك ايضا