مرحى يا عراق .. هل من نتائج متوقعة للحرب الدولية على داعش¿
أ.د.عمر عثمان العمودي
بدأت موجات الحرب الدولية الأولى على تنظيم الدولة الإسلامية المتهم بالإرهاب والتطرف وتهديد السلم والأمن الدوليين ولا يعرف أحد مدة هذه الحرب وأبعادها وكيفية تطوراتها ومصير داعش ومدى صموده فيها¿.. وإذا كان لنا أن نقدم بعض المتوقعات الاجتهادية فهي:-
1- ليس في مقدور تنظيم الدولة الإسلامية الصمود طويلا لهذا الحشد الدولي الكبير القوي المتطور عسكريا وتكنولوجيا وخاصة إذا صحب الغارات الجوية قوات برية كبيرة عددا وعدة وبقيادات عسكرية مؤهلة وفاعلة من قبل الدولة العراقية وبشمرجة أكراد العراق ومن داخل سوريا وربما من تركيا إذا تم توريطها من الغرب في هذه الحرب ولكن لا أحد يعرف ما ستكون عليه حالة هذه الحرب إذا طال أمدها فحرب العصابات يصعب انتصارها على الجيوش الكبيرة القوية المنظمة ولكن مثل هذه الجيوش بدورها لا يتحقق لها النصر الحاسم والنهائي على عناصر جيش العصابات التي تجيد الكر والفر والظهور والاختفاء والتكيف بحسب الظروف المتاحة لها وغزو أمريكا وأنصارها لبلاد أفغانستان بحرا وجوا وبرا عام2001م لم يضع حدا لوجود حركة طالبان ولا لتنظيم القاعدة الإسلامي السبب المباشر لتلك الحرب ولا زالت حركة طالبان قوية ومؤثرة على المشهد السياسي الأفغاني ولا زال تنظيم القاعدة موجودا في تلك البلاد وقد أخذ بفكرة اللامركزية وأسلوب التنظيمات العنقودية السرية التي لا ترتبط بغيرها إلا على أساس المسلمات العامة للتنظيم الأم.
2- من الأمور المؤكدة لهذه الحرب أنها إذا طالت فسوف تدمر المقدرات المادية والبشرية للمنطقة العربية من الدار البيضاء غربا إلى الدوحة والمنامة شرقا وسوف تأتي على الجانب الأكبر من عوائد النفط العربية المدخرة والقادمة من الإنتاج الجديد, لأن تمويل هذه الحرب وكلفتها المالية سيتحملها في الغالب الجانب العربي المغلوب على أمره والمسير من قبل الغير.
3- إن البلقنة الجديدة والتقسيمات السياسية الجديدة وفقا لنظرية الفوضى الخلاقة الغربية ومبدأ تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ستكون في مجملها وبالا وكارثة على العرب وفي خدمة وفي صالح المشروع القديم الجديد (الصهيو- غربي )المعد للعرب بل وللإسلام والمسلمين.
4- إن الحصان الرابح في هذه الحرب وعملياتها المختلفة هو الولايات المتحدة الأمريكية التي وعت وتعلمت الدروس المؤلمة التي مرت بها في أفغانستان والعراق من جراء الكلفة الباهظة المادية والعسكرية والبشرية التي تحملتها في غزو تلك الدولتين والفشل والنكسات الكثيرة التي تعرضت لها, ونظريتها الجديدة هي الحرب عن بعد والضرب عن بعد وعدم التورط في الغزو البري إلا على نطاق ضيق وفي حالة الضرورة القصوى لحماية مصالحها الحيوية وأمنها القومي ومع ترك الاقتتال البري للقوى المحلية والإقليمية ومع فرض تمويل وثمن السلاح المستخدم من جانب وعلى الجانب المحلي والإقليمي الذي يعتمد على حمايتها العسكرية في سلامته وبقاء سيادته واستقراره.
5- لعل أكبر خطرا يمكن أن تأتي به هذه الحرب على المدى المتوسط والبعيد هو ترسخ وتطور واشتعال الصراع والتنازع السني والشيعي وهو بالفعل قائم وعلى أرض الواقع وجاري العمل من قبل قوى محلية وإقليمية متطرفة ومتعصبة وعميلة للخارج من أجل تثبيت قواعده وترسيخ مدامكه وإذا لم يتدارك خطره سريعا من قبل أهل العلم والصلاح والحكمة وأهل الإيمان الصادق بالثوابت والمسلمات الإسلامية من عموم بلاد الدين الإسلامي الحنيف سنة وشيعة معا وعلى السواء فسوف يأكل الأخضر واليابس وسوف يهلك الحرث والنسل في بلدان وديار المسلمين كافة.
6- لا أحد يعرف لماذا لا تبادر الدول الإسلامية المؤثرة والقوية والكبيرة مثل: إيران وتركيا ومصر والسعودية في العمل الصادق الجاد والمخلص وبإرادة وعزيمة حاسمة من أجل النهوض بأمة الإسلام وأبنائها على أساس التضامن والتعاضد والتعاون عبر كل المنظمات المتاحة وخاصة مجلس التعاون الإسلامي الذي مضى على قيامه أكثر من أربعة ونصف من العقود وهو في حالة ركود لا يهش ولا ينش (57) دولة.. فماذا عمل من أجل الدفاع عن القضايا الإسلامية مثل قضية فلسطين¿, وأين السوق الاقتصادية الإسلامية¿, وأين المشاريع التنموية في كل المجالات لمحاربة الفقر والجهل والمرض في بلدان المسلمين وتقريب الفوارق بين الطبقات وبين الدول الإسلامية وتعميق روح الإخاء والأخوة الإسلامية ¿ ولماذا لا نرسخ القول المأثور والمتردد بيننا:-
لا سنية ولا شيعية وحدة وحدة إسلامية.