الآثار تاريخ وحضارة أمة

عقيد/بجاش جابر حليصي

 - إن ما يحز في النفس مما نسمعه ونشاهده في وسائل الإعلام المحلية بأنه قد وجدت قطعة أثرية او مخطوطة قديمة في مكان ما وبأنه تم القبض على كذا وفي مكان كذا وبح

إن ما يحز في النفس مما نسمعه ونشاهده في وسائل الإعلام المحلية بأنه قد وجدت قطعة أثرية او مخطوطة قديمة في مكان ما وبأنه تم القبض على كذا وفي مكان كذا وبحوزتهم قطع أثرية في طريقها للتهريب أو البيع وغيره فبلادنا زاخرة بآثارها الحضارية بقدم الدول القديمة التي حكمت اليمن كدولة معين وسبأ وحمير وحضرموت وأوسان قبل الميلاد وبعده لكل دولة ما تميزت بها حضارتها من آثار ومآثر من بناء وكتابات ورسومات ونقوش ورموز وقصور وسدود ومعابد وطقوس ومهن وحرف وأعمال الزراعة والصناعة والتجارة وأنظمة وحكم ومآثر الدول الإسلامية التي حكمت اليمن بعد الإسلام وكل آثار ومآثر تحاكي حضارات كل دولة وحقبة ذلك الزمن.
فجميع بلدان العالم تحافظ على آثار إلا بلادنا بلغ فيها ما بلغ من اللامبالاة والإهمال لا آثار الوطن.
فرغم الجهود والمشاق المبذولة من الدولة ومن الفرق العلمية والفنيين المحليين والأجانب المختصين والمهتمين بالآثار وما يقومون به من اكتشافات وبحوثات وحفريات التنقيب في المواقع المدفونة أو المطموسة لإخراج أو اظهار المعالم الأثرية وللأسف تتعرض هذه الآثار للتدمير والكسر والنهب والضياع والطمس والتشويه والبناء عليها او نقل أحجار لعمل بناء منها أو جرفها وغير ذلك ولا تجد الآثار من يحميها ولا تجد التدابير للحفاظ عليها بوضع حراسات أمنية أو شعبية ووضع متاحف للقطع الصغيرة في المدن الواقعة أو القريبة من المواقع الأثرية وترميم ما تهدم وما تكسر والبحث وإعادة ما فقد منها وكذلك تدابير حصر وتدوين وتوثيق الآثار للقطع الصغيرة والكبيرة والمباني بكشوفات باسمائها ومعالمها وعناوينها ومواقعها وتاريخها وتصويرها لدى الجهات المسؤولة الفرعية والرئيسية ومحاسبة ومعاقبة العابثين والمقصرين فهذه الآثار تعد تاريخ دول وحضارات شعوب وتحكي عن أمجاد أمة وتعتبر ثروات وكنوز وطنية ومن الواردات الاقتصادية والدخل الوطني للوطن بما تدر على البلاد من إيرادات مالية وكسب العملة الصعبة بما يقوي قيمة العملة المحلية.
وحقيقة إن ما تتعرض له آثار بلادنا من عبث ونهب وهدم وكسر وضياع وإهمال ولم تحرك الجهات المسؤولة ساكنا حيال ذلك وبدون إجراءات واحترازات وقائية للمحافظة على الآثار.
وذات مرة يحكي أحد الراكبين ونحن فوق الباص بأنه زار أحد المواقع الأثرية قبل الظهر وقبل مدة عامين وإنه أثناء تجوله لم ير أحدا من المكلفين موظفين أو حراسات أمنية أو مدنية أو مرشدين غير بعض زوار متجولين.
فنتمنى من الحكومة والجهات المسؤولة والمختصة تولي جل اهتمامها في الحفاظ على ما تبقى من الآثار والمواقع الأثرية من العبث والنهب وترميم ما تهدم وتكسر وطمس وإنشاء متاحف في المدن القريبة من الأماكن الأثرية للقطع والأدوات الصغيرة والمخطوطات وتوضح المعالم من الرموز والرسومات والنقوش وغيرها من مآثر وآثار والحصر والتوثيق بالكشوفات والصور باسمائها ومرجعيتها للتاريخ والموقع وعنوانها وترجمتها والتعريف بها وتحفظ نسخ التوثيق في مكاتب جهة الاختصاص الفرعية والرئيسية بروح المسؤولية الوطنية وتعاون المواطنين والأهالي والمجالس المحلية بغيرة وطنية ومواصلة التنقيب في المواقع الأثرية الموجودة والبحث والتنقيب للمواقع الأثرية الأخرى والتي لم تصل إليها الجهات المختصة في الدولة .. ويجب عمل الإجراءات الاحترازية والوقائية للحفاظ عليها من العبث والنهب والضياع وغيره.
فآثار بلادنا هي فخر أمتنا والأجيال وهي تاريخ حضارتنا اليمنية وهي رديف ومورد اقتصادي لموارد الوطن من الدخل السياحي ومن لا ماضي له لا حاضر له.

قد يعجبك ايضا