شوارعنا بأسماء رموز وطنية
عارف الدوش
عارف الدوش –
تسمية الشوارع في العاصمة صنعاء والمدن اليمنية بأسماء رموز يمنية مناضلة ومبدعة في مختلف المجالات لفتة طيبة ومبادرة تستحق الشكر والإشادة ولا نقاش في ذلك ولا اختلاف المهم أنها البداية جاء من يقترح ويعلن اقتراحه على الملأ بعد أن كتبنا نحن الصحفيون والكتاب كثيرا حول هذا الموضوع وانتقد كثيرون تسمية شوارع عاصمتنا ومدننا اليمنية بأرقام مثل ( صفر – 20 – 30- 60 … إلخ ) وهي لا معنى لها بل تتكرر من حي إلى آخر فهناك أكثر من شارع برقم واحد ونحن نمتلك في اليمن كنوزا وهامات وقامات وطنية في مختلف المجالات لكن كنا نؤذن في ما لطا وننفخ في قربة مقطوعة .
كانت الأعذار كثيرة عندما يتبرع مسؤول بالتعلق على ما يكتب حول أسماء الشوارع أو تسمع هنا وهناك تعليقات لن يتفقوا حول تحديد المناضلين والقادة والمفكرين والمبدعين سيختلفون حتى لو شكلت لجان سيأتي كل من يطالب تسمية الشوارع بأسماء تياره وفصيله وحزبه السياسي وظلت مثل هذه التخريجات والأعذار عبارة عن أوهام في عقول المسؤولين ليس إلا وكانت ولازالت تحتاج إلى قوة قرار وجراءة .
فعلتها اللجنة الثورية لثورة 21 سبتمبر في مؤتمر صحفي علني ووضعت السلطة المحلية بأمانة العاصمة أمام الأمر الواقع بتسمية 11 شارعا رئيسيا في العاصمة صنعاء بأسماء رموز وطنية تكريما لدورها في النضال الوطني خلال العقود الماضية وقالت اللجنة إن هذه الخطوة الأولى ألا يستحق هذا العمل الوطني الطيب الإشادة والدعم ¿ الإجابة يستحق بالصوت العالي.
لأول مرة سيعرف اليمنيون في عاصمتهم أسماء شوارع لرموز وطنية خالدة في قلوب الناس وسيشاهدون لوحات كبيرة واضحة في الشوارع بأسماء ” الشهيد إبراهيم الحمدي والشاعر عبدالله البردوني والمناضل يوسف الشحاري والأستاذ احمد محمد النعمان والشهداء حسن الحريبي وعيسى محمد سيف ومجاهد أبو شوارب و فيصل عبداللطيف الشعبي وجارالله عمر والمناضل عمر الجاوي”.
وكنت أتمنى ألا تغفل اللجنة قادة ومناضلين مثل الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب والفريق العمري والشهيد الرعيني والشهيد مهيوب الشرعبي “عبود” والمناضلة دعرة والمناضلة التي قارعت الاستعمار البريطاني نجوى مكاوي والشهداء سالم ربيع علي “سالمين” وعبد الفتاح إسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع هادي والشهيد يحيى المتوكل والشهيد محمد علي عثمان وأحمد عبد ربه العواضي ومحمد الربادي والقائمة طويلة.
أمنيتي أنني أطمح بتسمية شوارع في العاصمة صنعاء بأسماء مناضلينا وشهدائنا في جنوب الوطن لكي نرسخ أن العاصمة صنعاء لكل اليمنيين وعاصمة اليمن الموحد فيدراليا سواء اتفق الفرقاء أن تكون اليمن من إقليمين أو أكثر المهم أن نقول لليمنيين والعالم ولكل المشككين وأصحاب النزعات الانفصالية أن صنعاء عاصمة اليمن وستظل مهما شكك المشككون وأرجف المرجفون فهي عاصمة اليمن تحت أي مسمى من مسميات الوحدة بعد أن قتل العسكر وحدة اليمنيين في 22 مايو 1990م .
لقد وجدت ما يشجعني وغيري على القول أن ذلك سيتحقق أقصد استكمال تسمية شوارع العاصمة بأسماء مناضلين ورموز وطنية بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ومن أي منطقة أو مدينة كانوا فتنويه اللجنة الثورية في مؤتمرها الصحفي واضحا أن التكريم للرموز التي اقترحت تسمية الشوارع بأسمائهم ” خطوة أولى لترسيخ ثقافة وطنية تعتز بكل يمني ناضل من أجل تقدم اليمن واستقلاله وسيادته واحتراما من قبل ثورة 21 سبتمبر لتلك الشخصيات ودورها المحوري في مسيرة النضال اليمني على مدار العقود الماضية وعرفانا منها بدور تلك الرموز الوطنية اليمنية وتضحياتها الوطنية في سبيل رفعة وعزة وتقدم اليمن فضلا عن تعرضها للظلم والتجاهل”
صحيح هناك أخطاء ونواقص بل هناك كوارث حصلت منذ ما قبل 21 سبتمبر الماضي وما بعده نتفق مع بعض ما سطرته اللجان الثورية أو الشعبية فيما يتعلق بحفظ الأمن ونشيد به ونختلف مع البعض الآخر مما حدث خصوصا ما يتعلق بالتعامل مع الخصوم ولازلنا وسنظل نطالب بأن يكون عمل اللجان الثورية أو الشعبية في إطار الدولة والحكومة مؤطرا واضحا حتى لا يتم فتح باب تشكيل المليشيات للأطراف المعنية في اليمن وحتى نعبر” المضيق” بسلام بتعبير الدكتور ياسين سعيد نعمان ونغلق بابا تأتي منه رياح سموم محملة بكثير من ” النتانة والقرف ” الذي نشاهده في بعض دول المنطقة وخصوصا ما يتعلق بانقسام المجتمع انقساما طائفيا ومناطقيا وهو ما يجب بل يفترض تجنبه بكل ما أوتينا من حكمة وصبر فالإيمان يمان والحكمة يمانية.
وأخيرا: هناك مؤامرات ولاعبون إقليميون ودوليون كثر يرون في الساح