إب تعاقب لوطنيتها¿!
جمال الظاهري
تأبى أيادي العمالة والمرتزقة الاستقامة والتوبة والإقلاع عن ارتكاب الجرم الشنيع الذي لا مبرر له غير إشباع رغبات أصحابها في سفك الدماء ورؤية الخراب والاستمتاع بآلام أهالي الضحايا وقلق الشعب اليمني على حياتهم وعلى مستقبل وطنهم.. خططوا ونفذوا واختاروا المكان والزمان والمناسبة بعناية هذه المرة كي يختتموا عام 2014م بعملية إجرامية كبيرة في عدد ضحاياها مؤكدين على استمرار نشاطهم وتواجدهم في كل محافظات الجمهورية اليمنية.
لم يكن اختيار محافظة إب صدفة أو لأن هناك خللا أمنيا سمح بتنفيذ هذه الجريمة البشعة كلا.. فنحن جميعا نعرف أنهم يستطيعون تنفيذ مثل هذا النوع من الجرائم في أي مكان وأي زمان ولكنهم اختاروا إب بالتحديد لإيصال رسالة إلى أبناء هذه المحافظة مؤداها أننا سنعاقبكم ونذيكقم الويلات لأنكم مددتم أيديكم للسلام والإخاء.
اختيار المناسبة كان حافزا إضافيا لتوضيح الصورة التي أرادوا إيصالها لأبناء محافظة إب ولكل أبناء اليمن فالاحتفال بمناسبة مولد خير الخلق سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام في أدبياتهم وفكرهم المتطرف بدعة.. وبالنتيجة فإن محاربة مثل هذه المظاهر الاحتفالية واجب شرعي والاستشهاد في هذا السبيل من الكرامات التي لا ينالها إلا كبار المجاهدين.
الزمان الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح أواخر أيام السنة وكأنهم يريدون أن يقولوا للمجتمع وللنظام ولأجهزة الدولة نحن أصحاب الكلمة الأخيرة للعام الحالي وانتظروا منا عاما جديدا أشد وأنكى وأكثر إيلاما وأشد وقعا وأثرا على مستقبلكم السياسي وتحديا معلنا لكل أجهزة الدولة الأمنية ومعها اللجان الشعبية التي أخذت على عاتقها ملاحقتهم وصد أفكارهم وفضح مخططاتهم وتعريتهم أمام الرأي المحلي والعالمي.
الرحمة والخلود لشهداء الأمة في إب والبيضاء ومارب والحديدة وصنعاء وريمة وحضرموت وأبين وشبوة والجوف وذمار وعدن عسكريين ومدنيين أطفالا ونساء.. شيوخا وشبابا.. السلام والسكينة لأفئدة أهالي الضحايا وأقاربهم.. النصر للأوفياء لهذا البلد والعزة والشموخ لليمن الحبيب الغالي على قلوبنا.