ناصيته شائكة بالتفاصيل..!
بلقيس الكبسي
• أتأمل تضاريس عمر بأكمله في تفاصيل وجه يتجاذبه الرضى والأسى .. كفاه المرتعشتان تعزفان أنينا ما .. صامتا إلا من اهتزاز رأس عنيد.. وخفقان قلب أدمن الصبر .. أسأله عن حاله فيومئ لي برأس شكل العناد صلابته .
أدنو منه .. وأعيد سؤالي بإلحاح ممل.. فتتبسم لي شفتان مجعدتان بالسكون .. حتى أوصلني صمته إلى مصافي وحدته .. فاجتزت مشارف خلوته ..!
كلما راودته كلماتي عن صمته علق عينيه الغائرتين في ثرثرة شفاهي .. يقطب جبينه تارة .. ويبسطه أخرى.. وكأنه يعي أني أسخر من قدره الذي يعيه أكثر من إصراري على انتزاع بوحه .. !
أطلق حدقتيه في الأفق البعيد.. مشدوها بتفاصيل زمنه المنسي إلا من ذاكرة مشبعة بوجع غائر .. سكبت ناظري في مغاراتي حدقتيه ..أتأمل خارطة ناصيته الشائكة بالأحداث المتعاقبة ..!
ظلنا صامتين وكل منا يسأل الآخر من .. ولمن .. ..¿
في ذات اللحظة دوت تنهيدة هزت أركان قلبه المتصدع .. سلبت مني لبي وهو يتمتم بهمهمات سحقت صمته الذي أيقنت أنه ما عاد يمتلك سواه …. أرقبه مشدوهة وهو يتلو أوجاعه:
– وراء كل ترهة ترهات حمقى .. وراء كل سذاجة ساذجات بليدة .. وراء كل خيبة خيبات متفرقة .. وراء كل وجع ألم بحجم وطن .. وراء كل وطن جرح عميق يئن صامتا من سخرية الأقدار المتتالية .. فعظم الله أجري فيه ..!