حواس معطلة
محمد المساح
محمد المساح –
كان يقف عاجزا .. أمام إخفاقاته المتعددة يظل كعادته لايتجاوز إدراكه المحدود شبيه بأبله توقف وعيه في السنة الثالثة من العمر مكتمل الحواس.
يذهب ويجيء يصعد ويهبط كغيره تماما يدور ويلف في القاع البشري وحتى البلاهة في الشكل الخارجي لاتبدو عليه واضحة أبدا .
العينان مفنجلتان حتى أخر مدى منذ أبصر الدتيا وهما كذلك بحكم العادة والتعود والخضوع لهما.. أن الأشياء وهي تبرز للنظر شئ ما ينقصها لايلم به النظر ولا عرف إلى الأن العيب.. هل هو في نظره بها أو هو في طبع الأشياء.
ربما يكون ذلك النقص سببا من الأسباب الأساسية لمجموع إخفاقاته المتكررة.
لم يقف وقفة متسائلة مع ذاته أو على أقل جهد أو محاولة وضع الأمر على بساط البحث أو بالصدفة قدم حالته لذوي الاختصاص.. أو أسر او لمح لصديق أو صاحب حتى يدله..أساس العيب في عينين أو في تكوين الأشياء نفسها أخذ الأمر طبيعيا جدا .
كانت حاسة الشم لديه قوية جدا.. بل تتجاوز الحد الطبيعي لم يحتفظ بسر ذلك الجانب كان إذا وجد وسط مجموعة دلهم بعجلته المفرطة على مصدر الشم ونوعية الرائحة وتحديدها ايضا الأمر الذي كان محل غرابة وعدم تصديق.. وهوما جعله يبتئس فأخفى تلك المباهاة وبالتدريج.. تناقصت الحاسة إلى أقصى خدما فغابت عن حاسة الشم لديه كل الروائح.
اللمس تميز منذ البداية التردد والإحجام ليس خوفا لكن كثرة المحاذير والنصائح جعلته بعيدا عن المغامرة والإقدام يصل إلى منتصف الطريق.. فيتوقف لا هو قادر على التراجع ولا هو مقتدر على التقدم.
السمع طبيعي وإلى الآن..مشكلة بسيطة أن الأذن لا تستطيع تمييز الرنة الصوتية للكلمة كل الكلمات التي تصل إلى طبلة الأذن بلا جرس.
الذوق.. مافوق الطبيعي والخارق المشكل بسيط جدا.
إن ذلك المجال الواسع والخصب بتعدد وتنوع الاذواق لم يتوفر له أبدا أو وضعته الصدفة يوما ما.. حتى بالغلط.. تعود على ذوق واحد مخدود ومكرر.
لم تقف كل تلك النواقص المختفية في عمل الحواس حائلا ليلف ويدور في قاع البشر معهم في الزحام تتكرر تتزايد الإخفاقات وعلائم العجز..ظل كعادته وإن أبدى.. قليلا من التذمر.. فهو لا يتجاوز نظرة منكسرة وصوت لا يخرج من الحلق ومجرد لمسة خفيفة تقترب ثم تبتعد في النوايا المجردة فقط.