التحولات الحديثة في الفكر التنموي
أحمد سعيد شماخ
أحمد سعيد شماخ –
اليمن كغيرها من الدول مطالبة اليوم بمسايرة التحولات الاقتصادية والتطورات التكنولوجية والثقافية لبلوغ التنمية المستدامة وهذا الأمر لن يكون إلا من خلال وجود استراتيجيات وخطط طموحة ومحددة المعالم تتكاتف فيها جهود مختلف المتعاملين الاقتصاديين فدول العالم تتسابق وتعمل اليوم بوتيرة عالية في تحقيق مستويات التقدم والتطور والرقي لبلوغ أعلى معدلات التنمية في الوصول لأكبر قدر ممكن من الرفاهية المعيشية لشعوبها غير أن واقع الحال في اليمن يسير عكس ذلك حيث لجأ البعض إلى تدمير ونهب ثروات الوطن والاستئثار بها دون وجه حق بل وقد يسعى البعض إلى زيادة المخاطر بالوطن من خلال الاستقوى بالخارج لتدمير الداخل واستخدام الموارد المالية المتاحة واستنزافها لمصالح آنية وشخصية بعيدا عن المصالح الوطنية .
فدول العالم أجمع باختلاف قوتها ودرجة تقدمها تحاول اليوم أن تبذل كل جهودها إلى تحسين الظروف المعيشية لمواطنيها من خلال إعادة التوزيع العادل للثروة وإتاحة الفرص للأسر المعدمة الفقيرة وتخفيف نسبة الفقر لتبقى التنمية والنمو الاقتصادي هما الهدف الرئيسي الذي من شانه تحسين الوضع المعيشي لذوي الأجور المنخفضة فالتخفيف من الفقر المطلق وفقا لمؤتمر العمالة العالمية الخاص بمنظمة العمل الدولية لعام 1977قد نوه بأن تخفيف الفقر المدقع لا يكون إلا من خلال توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين كالتغذية والصحة والسكن والأمن والتعليم بالإضافة إلى الحاجات اللامادية كالهواء والثقافة والأمن, فهل أن استراتيجيات وخطط الحكومات اليمنية المتعاقبة قد اعترفت بإخفاقها وفشلها الذريع في عدم قدرتها على بلوغ ذلك النمو¿ أم أنها أيضا قد عجزت عن بلوغ وتوفير الاحتياجات الأساسية لمواطنيها وعن النمو المتساوي وإعادة التوزيع بين أفراد المجتمع¿ لذا فمن الضروري أن تتضمن سياسات وخطط التنمية لحكومة المهندس خالد محفوظ بحاح رئيس الوزراء تغطية هذه الاحتياجات الضرورية للمواطنين سواء من خلال خلق وتوفير فرص عمل جديدة تستوعب ما نسبته أكثر من 6 ملايين إنسان يمني من الذين هم في سن العمل عبر خطط وبرامج عملية معدة سلفا أو من خلال توفير السلع والخدمات الضرورية للفقراء والتدخل الحكومي المباشر عند الضرورة دون الاعتماد الكلي على قوى السوق فالهدف من ذلك هو إيجاد نوع جديد من النمو الاقتصادي في تغطية الاحتياجات الأساسية من خلال إعادة توزيع الموارد على مستوى القطاعات بغرض إعادة توجيه النمو قصد السماح بمشاركة الفقراء أنفسهم وهذه هي التحولات الحديثة في التفكير التنموي .
—