عام الآمال والمخاوف

أحمد الزبيري


عام يذهب وعام يأتي ونحن يمنيين وعربا ومسلمين على حالنا في مهب رياح أعاصير الأزمات والصراعات والحروب والإرهاب والفساد بحيث فقدت الغالبية العظمى إمكانية القدرة على التفاؤل بأن السنة الجديدة ستكون أفضل من سابقاتها وربما هذه الروح السلبية تسهم في استمرار تدهور واقعنا من سيئ إلى أسوأ.. وهانحن نستقبل السنة الجديدة وقد وصلت الأوضاع إلى حدود قصوى من التحديات والأخطار التي تدفع الكثيرين إلى النظر للحاضر والمستقبل بسوداوية مبالغ فيها.
لهذا ندعوا إلى استقبال العام الجديد بطريقة مغايرة أو معاكسة عل فتح آفاق الأمل سيكون أفضل من سابقيه يجعلنا نقبل على مواجهة قضايانا ومشاكلنا بحلول ومعالجات تعتمد على منطق تفكير جديد على الأقل من باب أن الحياة لا تستقيم إلا بوجود الاضداد – الخير والشر الحق والباطل العدل والظلم التفاؤل والتشاؤم والأمل واليأس…إلخ – هذه هي سنة الله في خلقه وبالتالي ليس أمامنا من خيار إلا التطلع لعام جديد بروح إيجابية ربما إن حصل هذا نندفع إلى تغيير واقعنا إلى الأفضل.
وإذا تحدثنا عن اليمن من واقع الأحداث التي مرت بنا في العام 2014م من خلال قراءة موضوعية للمشهد الوطني سنتبين أن هناك إمكانية لنجعل من العام 2015م بداية لتغليب العقل والحكمة على الرغبات والأهواء التي تحركها مصالح أنانية ضيقة لأشخاص ولأحزاب ولأطراف انتهت إلى مآلات كارثية وهي ما كان لها أن تقودنا إلى ذلك لولا ارتباطاتها بأجندة ومشاريع اقليمية ودولية نرى تجسيداتها فيما جرى ويجري عندنا وفي أكثر من بلد عربي نرى نماذجها في المشرق في العراق وسوريا والبحرين ناهيك عن مصر وليبيا وبصورة أقل تونس التي صادف انتهاء العام الجديد بحالة ديمقراطية مبشرة في هذا البلد والمتمثلة في انجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي بصورة تجنب فيها الأقطاب الفاعلون بالساحة السياسية التونسية دراماتيكية المشهد المصري لتتجلى في هذا تبادلية التأثير والتأثر ونعني أن مصر تبعت تونس فيما سمي بثورات الربيع العربي واستفاد التوانسة من أخطاء المسار السياسي الذي اتخذته مصر بعد ثورة يناير 2011م ربما يكون التونسيون أعادوا انتاج القديم بصورة محسنة لكن ليس هذا المهم.. فالمهم أنهم أرسوا أسس تجربة ديمقراطية وفقا لمعادلة جديدة ليستقبلوا بها العام 2015م.
فهل نستفيد نحن في اليمن مما حدث ويحدث في سوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس ونقدم نموذجا وطنيا ديمقراطيا نموذجيا مستوعبا لسلبيات وإيجابيات أحداث التجارب العربية خصوصا وأن المؤشرات في معطياتها الأولية تقول أن ذلك ممكن والمقصود هنا اتجاه الاحداث القوي نحو تراجع المشاريع الاقليمية والدولية العنفية الصراعية الفوضوية التدميرية بالتفاهم للوصول إلى حلول سياسية ففي هذا المنحى ترتفع بصورة متزايدة ومتعددة ضرورة الحل السياسي في سوريا وهذا له دلالته على أن الأمور تنحو نحو التفاهمات الاقليمية والمنقطة والساحة الدولية.. فإلى أي مدى نستطيع في اليمن التقاط هذه المؤشرات ومتابعة تطوراتها وتوظيفها لصالح الخروج من أوضاعنا¿ إذا تمكنا من ذلك فهذا كاف لتعزيز مساحة الأمل والتفاؤل بأن العام 2015م سيكون أفضل من سابقيه.

قد يعجبك ايضا