السحر والألم والكتابة »2-2«
الغربي عمران

إنها أسرار المبدع والإبداع.. استطاع الروائي والقاص المهموم بالكتابة السردية وأعماقها وتطوراتها وكتاباتها “منير عتيبة” أن يخلق من الحوار مع مبدعيها كتاب القصة والرواية, حياة أخرى جديدة سبر بها العمق وطوف عن طريقها بين الآفاق والجوانب, وحاور الكاتب المصري والعربي والإفريقي والأوربي, ورأى من يعيش في وطنه, ومن هو مغترب في وطن آخر, ومن يحاول ألا يثبت في مكان واحد, خشية الإحساس بالغربة والاغتراب. من غلاف لكتاب بعنوان “حوارات ..عن الكتابة” الصادر في أواخر 2013م عن بيت الغشام..مسقط. والذي احتوى على 280 صفحة ..توزعت على ثمانية عشر حوارا .. لعدد من مبدعي القصة والرواية من جزيرة العرب والعراق إلى المغرب والشام وشمال إفريقيا وتجاوز ذلك إلى أوروبا .. ليجمع أدباء من ثلاث قارات في بوتقة حوارية منير عتيبة ميستروها المقتدر.
المغـرب “كان لقائي به قد تحدد في شهر سبتمبر2012 لعقد لقاء بينه وبين جمهور مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.. لكن الظروف الأمنية أجلت اللقاء فعقد في مارس 2013,عرفته خلال الأيام التي قضاها في الإسكندرية متحدثا لبقا, ومثقفا مهموما بقضايا الإبداع وقضايا الوطن معا, وفي حواراتي معه خلال تلك الأيام كان هذا الحوار الذي تحدث فيه عن علاقته بالأدب وبالذات الرواية,وعن الرؤى الفكرية والفلسفية التي يتغياها من خلف ما يكتب, حيث يعد الأديب المغربي “بنسالم حميش” أحد أبرز الأسماء الروائية المغربية حاليا, عرف كشاعر وباحث ودارس للفلسفة, ولم يكن هو نفسه يتصور أن يتجه للكتابة الروائية, كما أنه أحد المثقفين الذين تماسوا مع السلطة تماسا مباشرا بشغله منصب وزير الثقافة المغربية, فجمع في حياته عددا من المتناقضات ,المبدع/الناقد الباحث, المثقف/السياسي, الكاتب بالغة العربية/ الكاتب بالغة الفرنسية/” مارس 2013م.
تركيـا ” عندما حدثني الصديق سليمان سيزر مدير مركز”يونس امرأة” للثقافة التركية بالقاهرة ومصطفي أيدغدو مدير مركز”يونس امرأة” للثقافة التركية بالإسكندرية, عن كاتبة تركية تحب مصر حد العشق, هي نازنبكير أوغلو, كنت أظنهما يبالغان, لكنني عندما التقيتها في الإسكندرية رأيت كاتبة دارست تاريخ مصر القديم وأحبته, كما لا تنسى رؤية مصر الحديثة ومتابعتها, ورأيت إنسانة تعشق النيل كفارس أحلام صبية في مقتبل العمر, وهي مستعدة أن تترك كل شيء في الدنيا وتعيش باقي حياتها في مصر, وكان حواري معها طوال الساعات التي قضتها بالإسكندرية عن مصر التي تستمتع بنطق اسمها ,وتشعر بالنشوة وهي تتحدث عنها وعن نيلها العظيم حتى أنها أسمت ابنتها نيل” مارس 2012م.
مصـر “أدين لصديقي الحبيب د.هيثم الحاج علي بأشياء كثيرة, لعل من أهمها أنه عرفني بمبدع أصبح من أصدقائي المقربين فيما بعد هو الدكتور زين عبد الهادي, كان ذلك في أكتوبر2012م خلال مؤتمر الإسكندرية الأول للثقافة الرقمية.. اكتشفته إنسانة على درجة من هائلة الوعي والانفتاح العقلي والتواضع,, ثم اكتشفت مبدعا من طراز متميز عندما قرأت روايته “دماء أبوللو”.. وعندما صدرت تحفته” أسد قصر النيل” لم أمنع نفسي من الكتابة عنها, وأشاد هو في حواراته الصحفية بقراءتي للرواية, تابعت عن قرب التجربة القصيرة لزين عبدالهادي في دار الكتب, كنت أرى أسلوب تفكير الرجل, وحماسة ,وقدراته الإدارية, فأتوقع أن يكون وزير الثقافة القادم,…لم أكن أعرف أن الثورة لم تتحقق بعد لدرجة أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب” 17 أبريل 2012م.
اليمـن “التقيت المبدع اليمني محمد الغربي عمران منذ سنوات في مؤتمر الرواية الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة ,تبادلنا الكتب والمحبة وصرنا صديقين في الحال, وكأن مقولة (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف) كانت لك, ورغم أننا لم نتقابل سوى مرة واحدة إلا أن لقاءنا كان مستمرا عبر الإيميل ,نتحدث ونتناقش, وأقرأ مخطوطات عمله الروائي الأخير “ظلمة يائيل” الذي وجدته عملا فذا فرشحته للنشر في سلسلة (إبداع عربي بالهيئة المصرية العامة للكتاب) ثم نظمت له ندوة للمناقشة بمختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.
يأخذك المبدع اليمني محمد الغربي عمران إلى أعماق الروح اليمنية ترى جبالها وتشم رائحة الهواء في القمم, ورائحته في السفوح والكهوف, يوغل بك في سراديب تاريخية ونفسية واجتماعية ودينية قلما تجد لها نظيرا في شعوب أخرى وهو يقدم لك هما إنسانيا في إبداع متميز”23 ابريل 2013م.
مصـر ” من الأشياء التي تجعلني واثقا أنني من المحظوظين علاقاتي بالأديب الكبير الأستاذ محمد جبريل, عندما نشرت مجموعتي القصصية الأولى وصلت إليه وكتب عنها من دون أن يعرفني , اتصلت به لأشكره فوجدته هو الذي يشكرني بتواضع أذهلني , وهو الذي يمد إلي يد الصداقة التي أصبحت أبوة أفخر بها. جبريل من أهم المبدعين العرب, ورغم الكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه حول أدبه إلا أنني أعتقد جازما أنه لم يكتش