أين الطريق من الطريق ¿

عبدالرحمن بجاش


 - على تلك اللوحة على ذلك المنحدر الذي تقول عنه اللوحة (منحدر خطير), كتب وبخط جميل (نحذöرك من التجاوز), وفي نفس المكان ترى الجميع يتجاوز الجميع غير آبه بال

على تلك اللوحة على ذلك المنحدر الذي تقول عنه اللوحة (منحدر خطير), كتب وبخط جميل (نحذöرك من التجاوز), وفي نفس المكان ترى الجميع يتجاوز الجميع غير آبه باللوحة الرسمية!, بل ومن خلال مشاهدتك تحس بأن من لم يكن ينوي التجاوز تراه يتعمد تجاوز من قبله ولو أدى تجاوزه إلى حوادث!, الكل على المنحدر يحاول أن يثبت ذاته وإن بكل أنواع التجاوز!, كنا ذات لحظة نتهكم هكذا (بلد المليون عقيد), لا بأس أن نقول هذه اللحظة أنه بلد (المليون مطب وحفره), أي أن لكل منا مطبه ..هل نقول وحفرته¿ ممكن !!!, لو فكر أي منكم أن يسافر إلى تعز عليه أن يحسبها ألف مرة, لأنك في النهاية صعودا أو هبوطا ستلعن اللحظة التي أقدمت فيها على ركوب خيلك الناري, الذي يتحول إلى أقدام تحاول كل منها أن تسبق الأخرى سباقا بين كل حفرة وحفرة, بين كل مطب ومطب !!, والمطبات أنواع وأشكال وأحجام !!, يصادفك أولا أصحاب (الدبى), وفي كل منعطف حتى (خدار) تكره نفسك وأنت كلما حاولت الانطلاق بسيارتك, وحسين محب يردد (شلو لكم صنعاء مع الأراضي) ينتصب أمامك فجأة مطب (لا وين, أنا هنا) ,تتدحرج على يسلح – سامح الله من ابتكر ذلك الانحدار الخطر -, حتى تجد نفسك على قاع الحق أو جهران أيهما أولا, فتنفتح شهيتك للانطلاق, لكن هيهات, فهنا وحتى سفح سمارة تستقبلك مطبات البطاط, ومقدمات أسواق القات الطيرة, ثم مطبات الجزر, لترحب بك مطبات القات, وجهز نفسك بالريالات فالمطبات المستحدثة هي للمتسولين, وهنا يا ويلك تمر هكذا!, وإذا مررت بريالاتك على المتسولين, تواجهك النقاط الرسمية, ثم الشعبية, ثم نقاط القطاع, وزيادة الخير خير, أنا أشهد أن كل ذوي المطبات جميعا يبتسمون وهذا ما يخفف عنك جنانك من الطريق الذي تاه من كل الطرقات طريق صنعاء تعز وما بينهما !!, وإذا أضفت إلى كل هذه النعم نعمة الأسواق الأسبوعية وأسواق الزحمة اليومية, حتى سمارة في انحداراتها تجد المطبات المتخصصة (بنشر) (شرطه) لم يبق إلا صاحبات المطاعم ليس لهن مطباتهن, لكنهن يعوضنك بالأسعار فحرضة السلته بـ 4000 ريال !!, تنهي سمارة فيكون أمامك يا ولدي طريقان تختار أحدهما, للأسف كلاهما يوصلانك إلى حفر إب وما أدراك ما حفر إب ¿¿ قديمها وجديدها خاصة حفر أعياد سبتمبر في الدائري الذي لم يعد أحد يستخدمه إذ أن سيل الفساد قد انفضح خلال عام اسفلت دون المواصفات الثورية!, وتواصل رحلتك يا ولدي بين المطبات والحفر ومعيقات ما أنزل الله بها من سلطان, تتخلص منها بعد دفعك لثمن كله عرق, وجهد, وأعصاب, لتصل إلى (الحانبة) وتعود تتفرج إلى الوراء فتسأل نفسك : كيف ضاع الطريق الذي حمل يوما إلى صنعاء قوافل الطلبة المتطوعين والبسطاء, وجحافل الشباب القادمين من عدن (حرس وطني) صاعدين إلى صنعاء للدفاع عن اليمن, يكون السؤال : أين سيذهب الطريق ¿¿

قد يعجبك ايضا