حجة بعد 52 عاما!!
أحمد الأكوع
الذين عاشوا في حجة قبل قيام الثورة كانوا قلة لا يبلغون خمسة آلاف مواطن أما اليوم فقد أصبح سكان حجة مئات الآلاف وتوسعت المباني السكنية حتى تعدت الجبال الشامخة ووصلت إلى وادي شرس وهو الوادي الذي كان يعرف بمشاتل البن وكما يقول العارفون بالطريق يقولون أنه بات به أكثر من ثلاثين ألف غرسة بن وكان المفروض أن تغرس بدلا عنها في حال تلفها أو موت تلك الأشجار لكن لم يتم ذلك أبدا, واذكر أنني بعد الثورة بعد سنوات كتبت مقالا في صحيفة الثورة انتقدت فيها الذين يقومون ببناء المساكن في الأماكن الزراعية مثل (العذرة) التي كانت تعرف بالسبلة الكبيرة من الذرة البيضاء والحمراء ولكن ذلك المقال لم يستسيغه البعض من أثرياء حجة وقال لي أحدهم أن أهالي حجة اجتمعوا وقالوا: با يطلعوا يضربوك على مقالتك تلك.. فسلمت أمري لله.. وجاء المرحوم عبدالكريم الخميسي وكتب في الثورة يوميات بعنوان (إذا أردت أن تطبق مبدأ من أين لك هذا فليبدأ من حجة) وكان لذلك المقال صدى كبيرا ولم يعودوا يتطلعوا على بل يبحثون عن عدوهم الجديد عبدالكريم الخميسي الذي كتب ذلك المقال المثير للجدل.
وعند بدء العمل في الطريق الذي قام به الصينيون زار حجة الأستاذ محسن العيني والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والعقيد محمد الارياني الذي كان يعمل في ذلك الوقت القائد العام للقوات المسلحة وأشاد الحضور بالضيوف وتحدثوا عن الطريق التي ستخرج حجة من عزلتها وقام المرحوم القاضي عبدالله الشماحي وألقى كلمة عصماء ذكر فيها الثلاثة الضيوف بقوله:
ثلاثة أشياء تجانبها الردى
وأن هي لاقها الردى لا تجانبه
وقال العيني ما لبنان إلا جبل من جبال حجة وكانت في ذلك الوقت خضراء أما اليوم فلا توجد في جبال حجة أي خضرة تذكر وفقط المدارس والمعاهد والجامعات والمباني السكنية وغيرها من الأشياء الحديثة في عالم التقدم والتطور صحيح أن القيم والأخلاق والآداب كادت أن تنثر من حجة وكذلك الطبيعة الساحرة غابت عن حجة أهم شيء الزراعة حيث كان جميع أهالي حجة كلهم يزرعون قضاة وسادة وقبائل أما اليوم فلا وجود لذلك أبدا.
شعر
هذه حجة العزى مصوعي..
سألت يراعي والفضاء عبير
(ونعمان) قصر فوق ذورة شامخ
تطلعت منه نحو حجة باسما
وتألق في بحر الضيأ كأنها
وتبسم نشوى حيت يدنو مسلما
ويومي بنعمان الشموخ مطير
كأني به الطيار وهو يطير
وحجة في عرض الجبال زهور
دراري حسن صاغهن خبير
عليها سحاب الأفق وهو يسير