التهميش والإقصاء ومصادرة الحقوق المشروعة

د / عبد لله علي الفضلي

 - كثير من دول العالم تجل وتعظم وتبجل وتكرم وتعز وترعى علما ئها في شتى مجالات الحياة حتى في الدول الأقل لنموآما في العالم وهؤلاء العلماء هم الذين اسهموا ويسهمون في تطور الحياة العلمية
د / عبد لله علي الفضلي –
كثير من دول العالم تجل وتعظم وتبجل وتكرم وتعز وترعى علما ئها في شتى مجالات الحياة حتى في الدول الأقل لنموآما في العالم وهؤلاء العلماء هم الذين اسهموا ويسهمون في تطور الحياة العلمية والاقتصادية والسياسية والأدبية والثقافية والاجتماعية وفي مجالات العلوم والتكنولوجيا كما أنها تمنح لهم الجوائز المالية والشهادات التقديرية الرفيعة والأوسمة نظرا لما أسهموا به من إبداعات واكتشافات ” واختراعات ” وتطوير , ويعد أساتذة الجامعات في تلك الدول من هؤلاء العلماء البارزين الذين حصلوا على الامتيازات والمرتبات والحوافز والمكافآت المالية العالية . إلا أساتذة الجامعات اليمنية الذين بينهم وبين القيادات العليا في الدولة تباعد وتنافر وأحقاد وحسد وتهميش وإقصاء وعدم دعمهم في أي شيء يرفع مكانتهم أومستوياتهم المعيشية والاجتماعية والعلمية وضياع حقوقهم المشروعة .
ومنذ نيف وعشرين عاما وأعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء أم الجامعات اليمنية وأقدمها على الاطلاق والتي تم افتتاحها في شهر نوفمبر 1970م أي أن الجامعة سوف تحتفل بمرور 44 عاما على إنشائها ولم يتحقق لأ عضاء هيئة التدريس أية مكاسب أو امتيازات أو تحسين لأوضاعهم الأكاديمية أو المعيشية أو السكنية أو الصحية وقد ابتليت الهيئات التدريسية بجامعة صنعاء بنقابات مهنية متعاقبة فاسدة وفاشلة لم تستطع أن تحقق لهؤلاء الأعضاء أي مكسب يذكر فلا سكن جامعي لائق ومحترم يمتلكه أي عضو هيئة تدريس حتى يأوي نفسه وأولاده في هذا السكن بدلا من المنازل والشقق والعمارات المستأجرة كما أنه لا يمتلك أية أرضية يبني عليها سكنا متواضعا يأمن فيه على نفسه وعلى أفراد أسرته من جبروت وإذلال وتحكم أصحاب الشقق والبيوت المستأجرة , ولذلك فإن الأستاذ الجامعي يشعر بالمهانة والضعف أمام ملاك العمارات حيث يتعاملون مع الأستاذ الجامعي كأي مستأجر عادي ويفرضون عليهم شروطهم ويرفعون الإيجارات بين الحين والآخر بينما تظل مرتبات الأستاذ الجامعي كما هي لم تتغير أو تزداد .
ومن ناحية أخرى فإن أساتذة جامعة صنعاء يعانون من تدني الخدمات الصحية ويفتقرون إلى التأمين الصحي اللازم والذي يتوافر لجميع أعضاء هيئة التدريس في معظم دول العالم , حيث يضطر كل أستاذ إلى دفع تكاليف العمليات الجراحية أو الولادة والأودية وأجور المستشفيات على نفقته الخاصة ومن مرتبة الذي لا يفي بمتطلبات الحياة , هذا إضافة إلى معالجة كافة أفراد أسرته من خلال مرتبة المتواضع .
ومن المعاناة الأخرى التي تواجه أعضاء هيئة التدريس هو الافتقار إلى أرضية خاصة لكل عضو هيئة التدريس كي يحاول أن يبني عليها بيتا لأفراد أسرته حتى يضمن لهم الأمان من بعده وحتى لا يتركهم لجبروت ملاك البيوت والشقق . إن عدم امتلاك الأستاذ الجامعي لمنزل أو شقة خاصة به وبأسرته أو قطعة أرض محددة تشعره وكأنه مواطن أجنبي مقيم في اليمن وليس هناك ما يدل أو يثبت أنه مواطن يمني يتمتع بحق المواطنة وحق العيش الكريم , ومن الاحتياجات الملحة التي يعاني منها أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء هي حاجتهم إلى قاعة كبرى داخل أراضي الجامعة لتكون عونا لهم في المناسبات الخاصة كالأعراس أو الوفيات بدلا من أن يتحمل الأستاذ الجامعي إيجارات باهظة للقاعات الخارجية بأضعاف أضعاف مرتبه الشهري .
هذا فضلا عن احتياج أعضاء هيئة التدريس إلى ناد ثقافي ورياضي واجتماعي يمارس فيه أعضاء هيئة التدريس وأولادهم الهوايات المختلفة والقراءات والاطلاع والألعاب الأخرى والشطرنج وكرة الطاولة وغيرها من الألعاب الرياضية الخفيفة بالإضافة إلى تزجية أوقات الفراغ والابتعاد عن تناول القات وهذا النادي هو حق مشروع وموجود في كل دول العالم حتى في مدغشقر وزيمبابوي والكاميرون . إضافة إلى ما سبق وإلى جانب المعاناة المعيشة للأستاذ الجامعي فإن الكثير من الامتيازات التي لا يتمتع بها عضو هيئة التدريس بالجامعة كغيره من نظرائه في الدول العربية والأجنبية وهي غير متوافرة بالجامعات اليمنية ومنها عدم قدرة الأستاذ الجامعي في الحصول على شراء سيارة محترمة يتنقل بها هو وأفراد أسرته سواء داخل العاصمة أو خارجها ( وأقسم بالله أن حوالي 40 % من أساتذة الجامعات غير قادرين على شراء سيارة نصف عمر وأن معظم هؤلاء يستخدمون المواصلات العامة كأي مواطن عادي وقد وصل الحال بالبعض منهم حينما يركب أحدى وسائل المواصلات وإلى جانبه احد طلابه دون أن يدري فيسبق الطالب بالنزول من الباص قبل الأستاذ ويحاسب السائق بالأجرة ويقول له وهذا حق الدكتور لدرجة أن الأستاذ يشعر بالإهانة والضعف والإحراج أمام هذا الموقف

قد يعجبك ايضا