مطر ..غمام …مطر

عبدالرحمن بجاش


 - عند الحادية عشرة ليلا , وقد ظل الأمر في مخيلتي طويلا , تمنيت أن تتكرر لحظة السفر إلى القرية ليلا , لا يزال مشهد النجوم يأسرني , ويذهب بي بعيدا , ذات ليلة ظللن

عند الحادية عشرة ليلا , وقد ظل الأمر في مخيلتي طويلا , تمنيت أن تتكرر لحظة السفر إلى القرية ليلا , لا يزال مشهد النجوم يأسرني , ويذهب بي بعيدا , ذات ليلة ظللنا نمخر عباب وادي موقعه المشترك بين الصلو, وقدس, وسامع, حتى الهزيع الأخير من القمر , زنينة مطر ظلت تلاحقنا تلك الليلة على اضواء الفوانيس ووقع حوافر الحمير, وهمس العم عبدالولي محمد طربوش وأنا حسي هناك عند حضن عمتي قل أمي لا فرق , مشينا ومشينا والشوق يسبقنا وهجعة الليل تؤنسنا شجنه هي الأخرى على بدايات الغبش الذي اطل علينا هناك عند اقدام قريتنا , قلت هذه المرة لم لا تكرر المشهد والأمر بيدك , والنجوم لا مستقر لها سوى سمائك من مدخل تعز غربا وحتى رأس نقيل حلقان , هناك سترفرف روحك فوق صهوتها , لا بأس عليك أن ترسم الصورة الأخرى , طريق آخر ظل يرافقنا ردحا من سنوات اشتقنا بل شجنا بل هوت افئدتنا إلى قرانا نجدد العهد اننا إليها ننتمي وإلى أحضانها ندفن هواجسنا ومخيلاتنا التي حبستها المدن شوارع لا روائح لها سوى مخلفات اخيلتها النارية سموما تفتك بسمو الإنسان , ذلك هو شارع جمال بمدينة يسمونها الحالمة وأنا اسميها حبا (( الحانبة )) , تستغرقك عند ذلك الوقت ساعة ونصف أن تتجاوز شارع لا يميزه سوى دخان العوادم وروائح القمامة وليل يسكن رأس الجبل بلا انيس , وأحمد قنبر يضيء عتمة الحافة بمشاعره الهاربة مع حنقه على صاحب حافة أسحاق صاحبنا رفيقنا عبدالرحمن سيف عقلان الذي وعد بأن يأتي فاستقبلته رصاصة حقيرة قبل أن يأتي المطر , كم يطول ليل قنبر ونحن ((مقنبرين)) هناك ننتظر فرج مدينة !!, الطريق مطير..والأضواء تسبح من سفح نقيل مسرخ إلى حيث يحتفل محمود بعرس ابنه أضواء ترقص على صوت أيوب منتصف الليل يغني لمن يدلفون من بوابة العمر عرسان اللون وموسيقى المطر قرى هاجعة وأنا امتطي نظري تارة وأخرى اذهب إلى سماء الله اعد نجومها هدوء يفرح النفس المشتاقة إلى مرابع الصبا , يا الله ما أجمل أن تتداخل حبات الليل بقطرات المطر , وأصوات الكلاب تأتي من البعيد أجمل من كل ألحان السواقي !! , ونهيق حمار تحمله الريح من هناك من سفح شرجب لا تدري صاحبه إلى أي سوق يقوده وثمة ضوء تتلاعب به الريح بصيص إما قد يأتي أو لا يأتي , ومن صبح الفجر هطل الغمام على ملامح الوجه صحوت عند الغبش المبلل أبحث عن وجوه الرفاق لنذهب إلى منبع المطر نفوسا تتنفس صباحات تغمر الروح سحابات الفرح نجوما عددتها منذ أن غادرت المدينة حتى تخوم الالق , أيام كلها مطر …غمام …سحاب …فمطر …فلون (( قويس عنتر )) أو ورد علان , أو بهجة فرح تنتشي بها الاعين ..يافتاح يا رزاق يا قاضي الحاجات , كان صوت الحاج درهم يشق جوف الصبح , شعاع شمس يهطل من أعلى راس النقيل , هناك الشمس تدلف من الباب خارجة من غرفة البحر …تملأ ايامنا اشراقا لا يزال يعمر النفوس برغم كل الدخان …

قد يعجبك ايضا