أيها الطلاب عودوا إلى مدراسكم
عصام المطري


لا نقصد بعودة الطلاب إلى المدارس استئناف الحياة الدراسية بعد العطلة الصيفية إنما نقصد بعودة الطلاب إلى المدارس هي تلك العودة الحميدة من الانقطاع والتسرب عن التعليم بفعل ضغط الواقع وتجسيد وتمثل الأعراف والتقاليد الهابطة التي تحرم الفتيات من حقهن في التعليم كموروثات من العهود البائدة المتخلفة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر وتجوال سريع في شوارع العاصمة ترى أطفالا عزفوا عن الدراسة وكتبوا لأنفسهم المصير المجهول حيث يقضي بعضهم جل وقته في التسول بينما ترى آخرين يبتاعون الصحف والمجلات وآخرين يبتاعون الماء في اتجاه تمثل اللامبالاة والنكوص على الأعقاب ليشكل أولئك النفر عبئا كبيرا على الوطن وهو لا يدري عن التعليم شيئا يذكر.
المهم أن تلكم العينات إذا ما أضيف لها أبناء الريف الذين باتوا يشاطرون أبناء الحضر والتمدن الحسرة والندامة ذلكم أنه يجري تفريقهم بين الرعي والزراعة في تلك البيئة الطاردة للتعليم.
إننا أمام تداعيات كارثية تضع اليمن على تخوم ومشارف الإرباك التعليمي والتربوي فتلكم الحصيلة متوخاة من إحصائيات دقيقة ففي ظل التهاون والاستسلام يبقى من العيب بيع الماء في حارة السقائين فالمجهود الحكومي ممثلا في وزارة التربية والتعليم قام الانكسار والاستلاب والتماهي والاهتراء من خلال الحملة الوطنية للعودة إلى المدارس التي تناهض سياسية التفاعل الوقتي مع الحدث وتضرب بالإرباك التعليمي والتربوي في أطناب العملية التعليمية والتربوية على نحو ازدادت فيه الجهود الرسمية والشعب على حد سواء فالحملة الوطنية للعودة إلى المدارس هي حملتنا جميعا حيث سيتم التفاعل الجاد والمستمر معها من أجل تحقيق جل الغايات والدواعي.
وعليه فإننا نرفض كافة أشكال وصور الحرمان من التعليم مهما كانت المبررات والدواعي فالتعليم جسر العبور إلى مستقبل أحلى وأجمل في ظل رداء العلم والذي لا يخلعه إلا جاهل مرد على التخلف فمن خلال هذا المنبر الحر الشامخ أدعو الطلاب والطالبات المتسربين والمنقطعين عن التعليم سرعة البدء للحاق بالركب العظيم ونحث أولياء الأمور بسرعة إدماج أبنائهم وبناتهم الطلاب والطالبات في صفوف المتعلمين المبادرين وإلا أصبح الولد عالة حاليا وفي مستقبله المظلم من غير نور العلم والعرفان.
وأجدني اللحظة يتململ بين أناملي عازم أن أسدي النصح لكل أب ولكل أم ألا يفرطوا بحقوق أولادهم وأن يجنبوهم ويلات التكسب والاسترزاق منذ نعومة أظافرهم وأن يربأوا بهم أن يرعوا مع الهمل فالتسرب والانقطاع ظاهرة باتت تهدد الأمن والاستقرار الاقتصادي ناهيك عن تبلد الحياة الاجتماعية وانزلاق الأمة إلى وحل الانكسار إضافة إلى أن هذه الظاهرة المتفشية بين صفوف الطلاب تقوض بنيان العملية التعليمية وتصيب تعليمنا العام بمقتل وتدمي واقعنا التعليمي والتربوي وتهز أرجاء العملية التعليمية والتربوية وتدفع بنا إلى تخوم ومشارف الانحطاط والتردي.
ولن نجانب عين الصواب إن قلنا بأن الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة صمام أمان يمنع تعاظم أعداد المنقطعين والمتسربين من التعليم ويعمل على تقليص حجم الانقطاع والتسرب بما يدفع من العائدين إلى أحضان المدارس بعد أن تهاوا في الشوارع وركنوا إلى مزاولة الأعمال حيث لا يأس ولا قنوط أمام الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة فيا أيها الطلاب عودوا إلى مدارسكم وتجملوا بالعلم والتعليم وامضوا إلى حال سبيلكم طلابا واعين تمتطون فرس العلم والمعرفة وتندرجون في مدارج الكمال والنور إلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.
