جبال شامخة وطبيعة ساحرة
إعداد/محمد محمد العرشي

أخي القارئ الكريم..كل عام وأنت بخير وبلادنا في سلام وأمان واستقرار ويسرني أن أقدم لك في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء مديرية حفاش إحدى مديريات محافظة المحويت التي اشتهرت بمناظرها السياحية الخلابة وسيولها الدفاقة التي تتدفق إلى وادي مور وتطل على تهامة ومحافظة المحويت غنية بآثارها وقلاعها وحصونها والتي تعد أحد مراكز السياحة الجبلية فهي غنية بكهوفها وآثارها ومواقعها التاريخية التي جرت فيها العديد من المعارك أثناء تواجد الأيوبيين والأتراك ومن أبرز أعلامها الشاعرة الكبيرة الأستاذة فاطمة العشبي وهي من مواليد قرية بيت العشبيعام 1959م وقد نشأت نشأة ريفية وفي رعاية والدها شيخ القبيلة الذي حرمها من التعليم خضوعا للتقاليد فعلمت نفسها القراءة والكتابة خفية, وحين علم والدها بذلك فرح فرحا عظيما وقرر تعليمها بطريقته الخاصة فأحضر لها أستاذا يعلمها بالمنزل القرآن والتجويد والفقه والسيرة والتفسير والنحو والشعر والأدب. وبعد أن تزوجت واصلت تعليمها الرسمي ولكن بصورة متقطعة, حتى التحقت بالجامعة وقد عملت كباحثة بمركز الدراسات والبحوث اليمني أحبت الشعر منذ نعومة أظفارها, وكانت تكتبه وهي صغيرة,ولكن والدها منعها منه, فتركت كتابته ثم عادت إليه, وقد كتبت ما يقرب من ألف قصيدة وطنية واجتماعية ومن دواوينها الشعرية ديوان وهج الفجر عام1991م ولها قصيدة بعنوان “الوطن في حقيبة الدبلوماسية” أورد منها الأبيات التالية:
إني بسوط اليأس أجلöد أضúلعي
وأصب قلبي في العميق القانöي
إني ذبحت العمر باسم مروءتي
لöـيلين قلب الصخر تحت بناني
إني ملأت إلى النخاع تهاوني
فنمتú حقول الشوك في وجداني
إني بمحصول الضياع أشد من
ندم إلى ندمي إلى توهاني
وأجوب أصقاع السراب بعöلتي
وأضمد الأحزان بالأحزان
إني عصبت على عيون عواطفي
بدموعي الدموية الألوان
لابأس إن عصف الزمان بواحتي
وتكسرت روحي على أغصاني
لابأس إن طرد المكان شهامتي
لألوذ من سجني إلى سجاني
لابأس إن قامت علي قيامتي
ونجوت من نفسي إلى الشيطان
لابأس إن سمع الوجود بمحنتي
فعقيم صوتي لم يلد سلطاني
وطني الشقي من الوريد عشقته
حتى الوريد حفظته فرماني
فرض الرحيل إلى مراتع غربتي
ما أصعب التشريد في أوطاني
ياربما فتح الضياع نوافذي
لأرى الغريب يسوقني لأواني
ياربما أرتاب من إقباله
نحوي وقد ألقاه بالأحضان
ولربما يجúتثني من تربتي
ويعيد غرسي خارج الأذهان
قدري الغريب فليس لي أهل ولا
أبوان أو ما يقتضي عصياني
حفاش
حفاش وردت في (معجم البلدان لياقوت):آخرهشين معجمة: جبل باليمن في بلاد حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة..وقد أوضح المرحوم القاضي العلامة إسماعيل بن علي الأكوع من قام بجمع وتحقيق كتاب (البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي) بأن حفاش: جبل منيع بجوار جبل ملحان وكلاهما شامخان مطلان على تهامة فوق وادي سردد والمهجم. وحفاش بضم ففتح سلسلة جبلية في بلاد المحويت بالقرب من جبل مöلحان. تنúسب إلى حفاش بن عوف بن عدي بن مالك بن سدد بن زرعه.
وحفاش بضم الحاء المهملة آخره شين معجمة وملحان بكسر الميم آخره نون وهما جبلان مشمخران لا يذكر أحدهما إلا مقرونا بالآخروحفاش وملحان اخوان من حمير.. وهما من الجبال الغنية بوفرة السكان والموارد الطبيعية من الثمار والفواكه والرياحين والعقاقير والأفاويه (أو ما يسمى الفوه وهو نبات يستخدم كصبغ في الصناعات النسيجية حيث اشتهرت اليمن بهذه الصناعة من قبل الإسلام وكذلك بعده وازدهرت هذه الصناعة في عصر الدولة الرسولية وعصر الدولة الأيوبية ومن الصناعات النسيجية التي اشتهرت بها اليمن الثياب السحولية والثياب المعافرية ولازالت اللحف والمعاوز من الصناعات النسيجية التي تصنع إلى الآن في بيت الفقيه وزبيد وحيس ويستعمل نبات الفوه في تلوين هذه الثياب)..
يرتفـع جبل حفاش عن مستوى سطح البحر بنحو(2490مترا) وهو غني بموارده الطبيعية من الثمار والفواكه ولا يخلو من آثار قديمة خاصة في حصني القفل والشايم وينسب الإخباريون حفاش إلى “حفاش بن ذي زرعة مازن وقيل إلى عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة” وكني حفاش لأنه كان أكولا يحفش الطعام قال زهير (له سبل غيث يحفش الأكم وابله) وقال “عمرو بن معدى كرب الزبيدي” (نحن من الوابل الحافش) ويعد جبل حفاش من أشهر جبال اليمن ويحوي عددا من القرى والحصون وفيه مزارع كثيرة وهو يشرف على تهامة ومن قرى حفاش الصفقين وفيها سوق تعرف بسوق الصفقين أما ياقوت الحموي فيور