سقطرى مخزون الطاقة النظيفة

د. محمد المحفلي

 - مالا يعرفه الكثير عن جزيرة سقطرى أنها -إضافة إلى ما حباها الله من جمال في الطبيعة وتنوع في التضاريس وتفرد في المخزون الطبيعي للحياة البرية والبحرية- تمتلك مخزونا هائلا من
مالا يعرفه الكثير عن جزيرة سقطرى أنها -إضافة إلى ما حباها الله من جمال في الطبيعة وتنوع في التضاريس وتفرد في المخزون الطبيعي للحياة البرية والبحرية- تمتلك مخزونا هائلا من الطاقة النظيفة التي يمكن أن تغطيها وتغطي مساحات واسعة من الشريط الساحلي الجنوبي لليمن ولفترات طويلة من العام.
تأتي الرياح الموسمية إلى جزيرة سقطرى بداية من شهر مايو وحتى أواخر شهر سبتمبر وهي رياح قوية تؤثر بشكل كبير على الحياة العامة وعلى حركة الاقتصاد والحركة البحرية والاصطياد في الجزيرة إذ يكون بحرها شبه مقفل وخاصة في الجانب الغربي والشمالي منها وميناها الوحيد في حديبو يكاد يكون مغلقا سوى من السفن الكبيرة التي تتحمل حركة البحر المضطربة بفعل الرياح القوية.
إن هذه الرياح العاصفة التي تغزو الجزيرة لمدة تراوح ما يقارب أربعة أشهر يمكن أن توظف في توليد الطاقة الكهربائية عبر وضع طواحين الهواء العملاقة التي ستعمل بفعل هذه الرياح على إنتاج كميات كبيرة من الطاقة ستكفي لتغطية احتياجات الجزيرة في هذا الموسم وربما تكفي لتغطية الشريط الساحلي الجنوبي من اليمن خاصة أن هذا الموسم المحصور بين شهري مايو وأكتوبر يعد من أشد المواسم حرارة في اليمن وفيه يتضاعف استهلاك الطاقة أمثال ما يستهلك في بقية المواسم من العام.
تعد الرياح الموسمية في سقطرى من أقوى الرياح الموسمية في العالم التي تستمر لفترات طويلة وهي رياح قوية ومستمرة طوال اليوم ما يعني إنتاج طاقة كهربائية عالية نتيجة حركة التوربينات بشكل سريع ومتواصل قد يغطي ما تنتجه المولدات الكهربائية العاملة بالمازوت والسولار. ولأن سقطرى من أكثر المناطق في اليمن حرمانا من الكهرباء فإن هذه الطاقة المهدرة يمكن أن يستفاد منها لتغطية احتياجاتها أولا.
تعتمد هولندا في إنتاج الطاقة الكهربائية على طواحين الهواء الحديثة التي تنتج الكهرباء على مدار العام عبر ما يسمى مزارع الرياح وهذه التقنية الحديثة من أفضل الوسائل إنتاجا للطاقة الكهربائية بالطاقة النظيفة والصديقة للبيئة وبما أن سقطرى واحدة من أهم المواطن التي ينبغي حمايتها والحفاظ على بيئتها عالميا فإن العمل على الوصول إلى تنفيذ هذا الحلم يتسق مع الجهود العالمية والمطالبات المحلية لحماية جزيرة سقطرى والحد من استعمال الملوثات التي تؤثر بشكل سلبي على سلامة بيئتها فربما يؤدي الإفراط في إنتاج الكهرباء بالسولار أو المازوت إلى التأثير على الحياة البرية والتنوع النباتي والبيئي الذي تعيشه الجزيرة.
قد يبدو الحديث عن هذا الأمر في ظل ما تعيشه البلد الآن ضربا من الخوض في المثاليات أو الحلم في الممنوع ولكن يمكن القول إن هذا ليس حلما بل مشروعا وفكرة تحتاج لأناس مخلصين فقط لتحويل الفكرة إلى حقيقة ماثلة صحيح أن سقطرى جزء من جغرافيا تعاني مرارة الصراع السياسي الذي ينعكس بكل سلبياته على المواطن وحياته البسيطة جوعا ومرارة فتتحول الكهرباء من حق أساسي إلى مشروع حلم ولكن مع هذا لا بد من أن نقول ما ينبغي أن يكون فربما يأتي من أصلابنا من يؤمن أنه ينغي لنا أن نعيش كالبشر ونحلم كالبشر ونحول الحلم إلى حقيقة كالبشر أيضا.

قد يعجبك ايضا