الأولوية لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة
عارف الدوش
عارف الدوش –
يعلم الجميع أن ” اتفاق السلم والشراكة ” الذي وقعته القوى والأطراف السياسية أوقف تداعيات المواجهات الدامية في العاصمة صنعاء ومنع انتشارها إلى بقية المحافظات اليمنية وكان بتعبير جميع القوى السياسية ومكونات المجتمع ” اتفاق الضرورة” لمنع انزلاق البلاد والعباد إلى اتون حرب ستأخذ أشكال متعددة ” مذهبية وطائفية وتصفية حسابات واحقاد وتراكمات سابقة”.
لست مبالغا عندما أقول أن اتفاق السلم والشراكة كان اتفاق الضرورة وأن الجميع وقع عليه تحت ضغط الحاجة وخوفا من انهيار الدولة ومؤسساتها وتغول المليشيات بكل أنواعها وأصنافها وبمسميات متعددة وهنا يصبح هذا الإتفاق حبل النجاة لليمنيين من الإقتتال والإنزلاق إلى مربع العنف اسوة بدول في المنطقة ” سوريا وليبيا والعراق ”
وفي اتصال الرئيس أوباما مع الرئيس عبد ربه منصور هادي هناك تركيز واضح على ” استكمال كافة استحقاقات المرحلة الانتقالية وإخراج اليمن إلى بر الأمان ” وهناك تأكيد على ” مواصلة دعم أمريكا والمجتمع الدولي لليمن لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذا دعم تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية بشكل كامل” وهناك دعوة أميركية وجهها الرئيس أوباما لـ ” كافة الأطراف والمكونات والقوى السياسية إلى العمل معا على سرعة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية ” وهناك تأكيدات أن مخرجات الحوار الوطني ” تمثل خارطة طريق لبناء مستقبل اليمن ودولته الحديثة ”
ودول الخليج وبريطانيا من جهتها تعلن دعمها لإستكمال المرحلة الإنتقالية طبقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية واتفاق السلم والشراكة وحثت جميع الأطراف على الألتزام بتسوية الخلافات عن طريق التشاور ونبذ اللجوء إلى العنف لتحقيق اهداف سياسية إذن ما الداعي للخروج عن ما تم الإتفاق عليه ومن المستفيد من ارباك المشهد السياسي والعسكري العام في البلاد طالما والجميع متفقون على عدم انزلاق البلاد والعباد للحروب .
اليمنيون يريدون السلام والعالم من حولهم لا يريد انزلاق اليمن إلى حروب بحكم موقعها الجغرافي وتحكمها بالممرات الدولية مضيق باب المندب والبحر العربي وقربها من خزان وقود العالم “دول الخليج” ويتحدث العالم بلغة واحدة ان الوضع الحالي في اليمن غير مقبول على الإطلاق وعلى الجميع ان يعملوا على تطبيق ما اتفقوا عليه في مؤتمر الحوار الوطني ” مخرجات الحوار “
وبالتالي فإن ما يجري في أكثر من محافظة ومنطقة في اليمن يعد عبثا يجب عدم ممارسته بعد أن اتفق الجميع في العاصمة وحولها بتسوية خلافاتهم عن طريق التوافق والتشاور فلماذا يجري التسخين والتهديد بنقل المعارك الى محافظات اخرى خلافا لما تم التوصل إليه في العاصمة وكأن تلك المحافظات جزء خارج عن اتفاق الأطراف في البلاد.
اتقوا الله في الشعب اليمني الذي يكابد ويعاني ويلات العيش فقد اثبت هذا الشعب انه يحب السلام ويريد العيش المشترك ويرفض الحروب والمواجهات تحت أية لافتات كانت فليحكم من يريد الوصول الى الحكم ولكن عبر صناديق الإقتراع لا عبر فوهات البنادق والتهديد بحروب ستأكل الأخضر واليابس .
والخلاصة أن ممارسات سياسة ” حافة الهاوية” لعبة مكشوفة مورست في مراحل سابقة وكانت وبالا على أصحابها كما أن ممارسات القوة والعنجهية واللجوء الى العنف والسلاح وسائل اثبتت فشها في مراحل سابقة ولم تعد مجدية اليوم وأن أجبرت الخصوم على التنازل لكن النار تظل مشتعلة تحت الرماد.
وبالتالي لابد من تسوية الملعب السياسي وترتيب البيت من الداخل بهدوء اولا والآولوية القصوى لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة كاملا وبعدها تحضير البلاد للإنتخابات ومن سيختاره اليمنيون عبر صندوق الإنتخابات فليحكم كانا من كان أما فرض الأمر الواقع بالقوة فلم يحقق إلا المزيد من التشظي وينذر بتراكم الأحقاد والإحتقان ولدينا تجارب سابقة ما بني على باطل وعن طريق القوة ينتهي بالفشل ولو بعد حين .
وأخيرا: ليس أمامنا نحن الصحفيين والكتاب إلا أن نقول لكم هداكم الله والهمكم صوابه إلى سواء السبيل واليمن يتسع للجميع فراجعوا ممارساتكم جميعا واعلموا علم اليقين انه غير مسموح لكم بالحروب افهموها قبل أن تقع الفأس في الرأس وتخسرون ما تحت ايديكم ومافي جيوبكم وما بحوزتكم من مكاسب . اللهم اني بلغت اللهم فأشهد .