قبل السقوط

نبيل نعمان


 - الدولة المدنية الحديثة تضج مسامعنا كل يوم وتلاك على كل لسان في الغالب دون وعي وإدراك بماهيتها ودلالاتها الجلية والمستترة .. وكثير من " اللوكين " ليسوا سوى كائنات متحفية تحجرت منذ زمن بعيد ولم تعد
نبيل نعمان –

الدولة المدنية الحديثة تضج مسامعنا كل يوم وتلاك على كل لسان في الغالب دون وعي وإدراك بماهيتها ودلالاتها الجلية والمستترة .. وكثير من ” اللوكين ” ليسوا سوى كائنات متحفية تحجرت منذ زمن بعيد ولم تعد قادرة على الفعل بله التغيير والتطور .
هكذا مشهد آن له ان ينتج مشروعا تطويريا حداثيا خبره العالم أو جزءا كبيرا منه منذ عقود طويلة شهد مراحل تطويرية ومراجعات أفضت الى تراكمية في الفكر والممارسة وتجذر في السلوك اليومي لجوانب الحياة العامة والخاصة ليصبح جزءا أصيلا في حياة الناس .
نعم العالم سبقنا خطوات كثيرة في مضمار بناء الدولة العصرية والتحضر وليس من اليسير اللحاق به إلا بجهود جبارة هذا إذا افترضنا توفر الإرادة لفعل ذلك وقررنا القطيعة مع الماضي واتجهنا فقط صوب المستقبل .. فما بالنا والحال أننا لا نزال نجتر الماضي بكل تفاصيله مجردا من ايجابياته غير القادرة أصلا على إنتاج الحلول لمشاكل الحاضر وتلبية احتياجات اليوم ولن نقول قراءة ماهية المستقبل والتأسيس له والنظر اليه من كافة الزوايا .
الممارسات المستميتة لبعض القوى في فرض رؤاها التقليدية والتمترس خلفها وتغليفها دينا وعرفا لايفضي إلا إلى كانتونات مميتة للذات وللآخر وتتعارض بالكلية مع مدنية الدولة حيث للقانون الكلمة الفصل في حياة الناس وعلاقتهم ببعضهم البعض والمقدمة الأساسية لأي تطور أو نمو .
الارتباط بالقديم والتعويل عليه والعمل المحموم لإسقاطه على واقع اليوم من شأنه أن يخلق حالة إرتباك في الوعي والممارسة وان يحبط محاولات الانطلاق والخروج من حالة التيه الراهنة ويؤطر لحالات لاديمقراطية ترفع درجات التكالب على السلطة والاستقطاب المتعسف وغير السوي المفضي بالضرورة إلى مزيد من معاناة الناس وتعاستهم ولايقينهم أيضا .
والشعب لن يغفر لمن يقوده بعيدا عن تطلعاته وآماله أيا كان من يقف وراء هذه المشاريع سواء الذين استغلوا السلطة وأساءوا استخدامها خلال السنوات الأخيرة وفشلوا في ترجمة تطلعاته في التغيير والعيش الكريم أو أولئك الذين ركبوا موجة هذا الفشل والمعاناة والاحتقان في المجتمع واستثمروا صبره أيضا لجره إلى متاهات ومآلات خطيرة .
خلال سنوات تعالت الأصوات المحذرة من خطورة المشاريع الصغيرة على حاضر ومستقبل اليمن وان أية محاولات لتقزيم الوطن وتصغيره بمشاريع عبثية لن تقود إلا إلى مزيد من الدمار لكن بدلا من ان تتوارى هذه المشاريع برزت إلى السطح مشاريع مجهرية وأكثر تسطيحا وتزييفا لوعي الناس وفق أجندة غير محسوبة النتائج وهو أمر في غاية الخطورة ستكون له تبعات مجتمعية أكثر خطورة تستقطع الكثير من حاضره ومستقبله لأن الماضي من سيتسيد المشهد وستعتم آفاق المستقبل وتتوارى الآمال العريضة في السير بالوطن إلى الأمام والحذر مطلوب قبل السقوط .

قد يعجبك ايضا