الفرص الفالتة
محمد المساح


* “الوظيفة الوحيدة للذاكرة تكمن في مساعدتنا على الندم”
* يتساءل الآن.. بعد أن زلج العمر تعود به الذاكرة( رايوس).
يحاول في تساؤلاته.. أن يحصي الفرص الضائعة.. لم تكن الحياة بخيله معه أمنت له المصادفات والإيماءات والإشارات.. وأين مكمن اللذة والجمال. يتأمل الآن.. كيف لم يمسكها في الحين!
أمور مضت ولن تعود لكنها الخيبة مجددا.. حتى وهو في غمرة التأملات الفالتة.. مازال يسأل ويستفسر.. وكأن بزمان عائدا إليه. يتساءل.. عن تلك الوجوه الجميلة التي قابلها.. وهو عابرا المنعطفات والمنحنيات.. أمازالت تلك الوجوه¿ وهو باستطاعته لوجدت الإمكانيات أن يذهب إليها في أطراف العالم.. ويسألها كيف الحال¿ وكيف مضت معها الحياة¿ هل كانت الخيبة والمرارة من حظوظها.. كما هو¿
أم ياترى تبدلت الأحوال وسارت على مايرام¿
يعرف تماما.. وباليقين والتأكيد.. وتلك التساؤلات التي تسبح الآن في ذهنه وذاكرته المراوغة.. تجره من خطامه يعرف تماما والآن أن الحياة مجرد خطفة خاطفه.. بارقة برق.
وهو مذعن ومستسلم لجبروت الذاكرة. يصرخ محتجا عليها.. وماكان أجمل الحياة!.. وحتى الآن وهو يطلق الآه ما أجمل التأسفات .. وقد زلج العمر وعطفه وطواه في زغنه.. ورغم أن تلك التساؤلات وهي تطوف في ذهنه تحسب عليه مجرد تسلية ومجرد ألعاب ذهنية ورغم كل ذلك تنكع التساؤلات الأخرى.. وكأن التساؤل والتساؤلات الذهنية تتناسل عبر الثانية والدقيقة وإنها من الصميم .. سيرورة الزمان وجوهر الحياة.. الذي يسلم مديد إلى يد.. في مضمار الألعاب أهي.. الأقدار والمصائر التي تكتب.. على جبين كل متسابق أو أنها الحياة وهكذا طبيعتها فلا مناص من مخالفة الأوامر والأقدار.
