أمانة الدور
فؤاد الحميري
فؤاد الحميري –
الجلوس خلف الأوراق والسطور كالجلوس خلف الشاشات يعطيك شعورا كاذبا بكونك حامل قضية وصاحب دور . شعور يعفيك مؤقتا من تأنيب الضمير حيال تقاعسك عن أداء واجبك تجاه الوطن وما يمر به من تحديات ومخاطر لكنه سرعان ما ينعكس عليك وعلى الوطن في صورة خيبات وانتكاسات وهزائم .
لا أنتقص هنا من شأن متابعاتنا الصحفية واهتماماتنا الإعلامية بالمشهد الوطني – فضلا عن التفاعل معها – بقدر ما أناقش الاستغراق فيها على حساب أدوار أجدى ووظائف أولى وواجبات أهم . فلكل منا قدرة وطاقة واستطاعة . هي مناط التكليف ومنطلق التشريف . حولها ينبغي أن ندندن وبها يجب أن ننشغل وإليها يتحتم أن ننصرف وعلى قدر قيامنا بها – أفرادا وجماعات – يكون سد الخلل وردم الفجوة ومعالجة الخطأ وتلافي التقصير وتجاوز العقبة والخروج من الأزمة .
إن المتابعات الصحفية والاهتمامات الاعلامية لأي منا – سوى الصحفي والإعلامي – لا يصح أن تكون بديلا عن واجباته الأساسية ومهامه الحقيقية . بل رديف لها وإضافة إليها . ومثلها كافة الاهتمامات الأخرى على اختلاف درجاتها وتباين أهميتها . فالمسألة ليست هروبا من تحمل المسؤولية ولا تحايلا على أداء الواجب . وإنما هي الأمانة الملقاة على عواتقنا والتي لن يسامحنا الله إن أضعناها ولن يرفعنا الوطن إن وضعناها . وكل في نطاقه وكل حسب طاقته .