لا لتحويل اليمن إلى مكب لحرق التفايات¿!

جمال الظاهري


 - جريمة حضرموت في حق الجنود الذين كانوا عائدين إلى أسرهم وما تعرضت له جثثهم من تنكيل تكاد السموات والأرض أن يتفطرن لها, جريمة بشعة تقشعر لها الجلود وتدمى لها القلوب, ويشيب لها الوليد,
جريمة حضرموت في حق الجنود الذين كانوا عائدين إلى أسرهم وما تعرضت له جثثهم من تنكيل تكاد السموات والأرض أن يتفطرن لها, جريمة بشعة تقشعر لها الجلود وتدمى لها القلوب, ويشيب لها الوليد, هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي سترتكبها هذه الفئة الضالة التي نمت بين ظهرانينا, وتغذت من خيرات أرضنا.
خطر هذه الفئة أنها تعتمد على عناصر شابة تم غسل عقولهم, يعيشون بيننا ويمارسون غوايتهم دون اكتراث أو تنبه من قبل المجتمعات والحكومات, فهؤلاء لم ينبتوا من العدم ولم يلقنوا الأفكار الشيطانية في كهوف أو مغارات ولهم مراكز وشيوخ وقادة وداعمون وممولون وأمراء ورموز معروفون, وآخرون مستترون, ومن الحماقة أن يبقى نشاطهم ومراكزهم بعيدة عن المساءلة والرقابة والتمحيص والتدقيق في ارتباطاتهم الداخلية والخارجية.
ولأنهم من نبتت أجنحتهم وتضخمت ممتلكاتهم على دماء ونعوش ضحاياهم, وعبئت كروشهم بالحرام وتسلطوا على رقاب غيرهم باسم الدين, وأطلق عليهم لقب المشايخ لن يشبعوا, ولن يرتووا من دماء الضحايا سواء كانوا يمنيين أو عربا أو مسلمين موحدين, فإن مساعيهم لإدامة الذبح والقتل ستزداد وستبتلع المزيد من شبابنا الذين يلقى بهم في جحيم المعارك والصراعات المدمرة للمعتقد وللأوطان خاصة مع وجود ووفرة من سيمولهم من أعداء الأمة الإسلامية تدمير ما عجزوا هم عن تدميره وفي مقدمة ذلك تدمير العقيدة الإسلامية ..
أقفل العالم جبهاتهم في البوسنة والهرسك وفي أفغانستان والشيشان وووو .. لكنهم أبدا لم يكتفوا ولم يقبلوا بأن يعيشوا بلا ضحايا وبلا روائح للدماء المسفوكة بغير حق .. نعم فمن جبهات الجهاد ضد السوفييت وغيرهم نمت (وتربربت) أكتافهم, وعمرت أرصدتهم ونشأت شركاتهم وبنوكهم ..
أصحاب هذه الكروش (المقعرة) لن يهدأ لهم بال ولن يدخروا وسيلة لإدامة ما ألفوه لأنهم لن يستطيعوا أن يديروا إقطاعياتهم وثرواتهم التي جمعوها باسم الجهاد, ولن يرضوا بأن تستقر الأوضاع, ولابد من افتعال معارك جديدة باسم الدين الذي قزم مفهومه إلى المذهب في السنوات الأخيرة كي تسوق حجج القتل باسم المخالفة في منطقة السائد فيها إسلامي.
قبل عقود كانوا يرسلون الشباب للجهاد ضد السوفييت والصرب والهنود البوذيين, والغرب الكافر, وباسمهم يجمعون الأموال, وكان المسلمون وفي مقدمتهم العرب كرماء للغاية في مدهم بالأموال وسمحوا لهم وتغاضوا عن إرسال أولادهم للجهاد تحت مبرر نصرة المستضعفين من قبل حكومات وشعوب أخرى.
ما حدث ويحدث اليوم لأهلنا في اليمن من قتل وتنكيل هي نفس الأفعال التي كانوا يمارسونها في البلدان التي كانت تستقبلهم كمجاهدين, وعلى النقيض من ذلك فإن عدو الأمة الإسلامية (إسرائيل) في منأى عن أفعالهم وعن طلبهم للشهادة في معركة معها.
غزة مثال حي ودليل إدانة لهؤلاء الذين يتواجد أغلب مجاهديهم على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة, والأعذار التي كانوا يسوقونها بوجود العوائق من قبل الجيوش الرسمية العربية في الماضي صارت في خبر كان, وبالكاد تدافع عن وجودها, ومع هذا لم نسمع أو نشاهد لهم طلقة أو فتوى تستهدف العدو الصهيوني¿!
أحداث الربيع الذي بشرت بها الأنظمة الغربية كشفت انتهازية شيوخ المذاهب, أمام الرأي العام وأمام من جندوهم وسخروهم لبناء إمبراطورياتهم المالية, تجلي حقيقة الجريمة التي ارتكبوها في حق أولئك (الجهاديين) من الشباب الذين عادوا خالين الوفاض وعديمي الحيلة في الحياة المدنية التي لم يألفوها – بلا عمل بلا أسرة وبلا مستقبل بلا مجد أو انتصار يعزيهم في ما ضاع من أعمارهم- .
وضوح الفاصل بين ما هو عقائدي وسياسي للكثير من أبناء الأمة وانكشاف أطراف المؤامرة التي طالما كانت تستخدم الدين كواجهة ومفهوم الجهاد في غير محله لتبرير العدوان (داعش) مثال حي.
ولأن من حفر حفرة لأخيه أوقعه الله فيها فإن العرب اليوم يشربون من نفس الكأس .. هاهي بعض البلدان العربية اليوم صارت أماكن لحرق نفايات البعض الآخر, ومستوعبا للتخلص من نقمة الشباب الجهادي الذي انتهت صلاحيتهم, وصاروا عبئا يؤرق بعض الأنظمة وخطرا يتهددهم ويقلق حلفاءهم مستغلين حالة الفقر والعوز التي تعاني منها هذه البلدان.
انطلت الخديعة من جديد على البعض ولبستها بعض أطياف المجتمع ومكوناته الحزبية (المتأسلمة), وقلة ممن أرادوا التخلص من أنظمة رأوا فيها سببا للتخلف والتعثر لبلدانهم.. أما عرابو الجهاد فإن اختلاف ميدان المعركة بالنسبة لهم سيان ما دام ذلك سيجنبهم نقمة المخدوعين, جهاد هناك أو هنا قتال كافر أو أخ مسلم لا فرق, ما يهمهم هو استمرار الضخ والسيطرة على

قد يعجبك ايضا