لن تهزمونا نفسيا ولن تخور قوانا

فتحي الشرماني


 - خير ما يسطره قلمي في لحظة من القهر المطبق والحزن العميق والخطúب الجليل, قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) .. إن قلوب كل
خير ما يسطره قلمي في لحظة من القهر المطبق والحزن العميق والخطúب الجليل, قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) .. إن قلوب كل اليمنيين لتعتصر دما ونحن نصحو على وقع جريمة مروعة ارتكبتها أيادي الشر والإرهاب والإجرام ضمن مسلسل جرائمها بحق شعب الإيمان والحكمة, وذلك بقتلها الجمعة الماضية 14 فردا من أبناء قواتنا المسلحة في المنطقة العسكرية الأولى, أولئك الأبطال الذين نذروا أنفسهم للذود عن حياض الوطن, والحفاظ على أمنه وسلامته, راضين بالقليل في سبيل خدمة وطنهم وأمتهم.
14 جنديا كانوا في طريقهم إلى أهاليهم, وأطفالهم بانتظار عودتهم لترتسم الفرحة على وجوههم, ولكنهم سقطوا شهداء بسواطير عناصر من أهل الضلال الذين أنجبتهم أصلاب الخوارج, وهي عناصر نذرت نفسها لقتل الأبرياء والتلذذ في فعل ذلك, بطرق وحشية لا نرى لها مثيلا إلا في المشاهد السينمائية مع مصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر, ولم يكن في الحسبان أن يأتي اليوم الذي سنرى فيه هذه المشاهد على الحقيقة في صور مروعة لا تطيق رؤيتها نفوس الرجال الأشداء, فكيف بالأطفال والنساء¿
إن هذا الحدث المروع يأتي ليوقظ جميع القوى الوطنية من سباتها, وليتركوا خلافاتهم ويتكاتفوا لإيجاد الحلول لما يعترض واقعنا من مشكلات, على طريق التصدي ببسالة لهذا الموت القادم من جحور الإرهاب ومؤامرات قوى الشر التي تكاد أن تفتك بوطن يريد أن يحيا ويتطور, وشعب يريد العيش بسلام, ولكن تأتي المؤامرات تلو المؤامرات لتحول بينه وبين ما يريد.
أقول ذلك وأنا على يقين بأن المؤسسة العسكرية لكي تحقق انتصارات على هذه الجماعات الضالة والقوى التي تحركها لابد أن تلاقي الدعم الكامل والمؤازرة المستمرة على كافة المستويات, وهذا لن يكون في ظل التناحر والشقاق الإعلامي المكرس للفرقة وتخوين بعض القوى لبعضها الآخر.
نحن الآن بأمس الحاجة إلى الاصطفاف خلف القيادة السياسية وجيشنا الوطني وهم يواجهون آلة القتل, في معركة أقل ما توصف به اليوم أنها معركة الوطن المقدسة لإنقاذ وطننا وحماية مستقبل أجيالنا, لاسيما وقد بات مؤكدا أن جماعات العنف لن تتركنا وشأننا مهما حاولنا تجنبها, ومهما تمسكنا بالسلام فهي عناصر ملزمة بتنفيذ أجندة لوأد أحلام اليمنيين وكسر شوكتهم, وما تلك الصور المروعة لطرقهم الوحشية في قتل الجنود إلا وسيلة لإرعابنا حتى تخور قوانا وترتعد فرائصنا وبالتالي نتركهم يسرحون ويمرحون ويعيثون في الأرض فسادا باسم الشريعة الإسلامية, وهي بريئة منهم ومما يصنعون, فليس الإسلام دين القتل والإرهاب وليس أبا للمجرمين والسفاحين والمعقدين, وإنما هو دين المحبة والسلام والخير والتسامح والرحمة.
وفي هذه المصيبة التي دهمت وطننا وآذت مشاعر اليمنيين وأدمت قلوبهم ليس لنا إلا أن نتماسك ونتمسك برباطة الجأش, إذ لا ينبغي أن نترك الإرهاب يهزمنا نفسيا, ونحن نعلم أن اليمنيين بإرادتهم وعزيمتهم قادرون على تطهير وطنهم من هؤلاء المرضى والمعقدين هواة القتل والعنف والإجرام, طال الزمان أم قصر.
الرحمة والغفران لشهداء الوطن الميامين, وعزاؤنا لذويهم, واللعنة على قوى الشر والإرهاب والضلال.

قد يعجبك ايضا