ارتحالات
محمد المساح
كلهم ينام.. السينما مغلقة أضواء المدينة تبرق في الليل والشيء الوحيد المستقيظ على بعد كيلو مترين أو ثلاثة ليس سوى الضوء لبيت صغير لله.
“بورخيس الكاتب الأرجنتيني”
إن التكنولوجيا الحيوية ستمنحنا الأدوات التي ستنجز ما عجز عنه اختصاصيو الهندسة الاجتماعية.. في هذه المرحلة نكون قد انتهينا نهائيا من التاريخ البشري لأننا نكون قد قضينا على الكيانات البشرية ككيانات وعندئذ يبدأ تاريخ جديد ما بعد البشرية.
“فرنسيس فوكو ياما صاحب نظريات نهاية التاريخ”
مرت العربة في الشارع ثم غابت والشارع لم يجد نفسه لا أكثر جمالا.. ولا حتى أكثر قبحا هكذا هو كل صنيع البشر في رحابة العالم لا نأخذ شيئا ولا نضيف شيئا إننا نعبر وننسى والشمس دوما.. في موعدها المحدد كل صباح.
“فرناندوبيسوا – الشاعر البرتغالي”
معذرة فالجهل يا أخي.. كالجوع كافر.
“حسن طلب شاعر مصري”
إن ذلك أشبه ما يكون بارتحالات العارف المنفرد في لحظة إشراق فهو يعزف ما لا يكون بمقدوره أن يعود إلى عزفه.. بالشكل والروح نفسيهما.. مرات أخرى. لحظات فالته متحررة من النظام لحظات مكتفية بنفسها.. فما يبدو عند أم كثلوم بأنه تكرار هو في حقيقته تنويع وإضافة توسيع لمدى الكلمة فتح منفذ جديد للحن اكتشاف أفق آخر للمعنى كل مرة تكون للكلمة الواحدة في الإشراق التجلي الفلتات الكلثومية حياة جديدة حياة قصرت أو طالت تظل مكتنزة.. أستطيع أن أمضي بهذا الشغف الكلثومي طويلا فالشغف بحد ذاته لا حدود له بينما للحيز للمكان حدودهما لذلك اختم آسفا حديثي هذا بالقول إن كثيرا من الغناء العربي أفقي وحده غناء أم كلثوم عمودي.
“أمجد ناصر – شاعر وكاتب أردني”