علامات الطرح والإشارة في الاقتصاد والإدارة!!

د . حسين العواضي

 - * اثنان من كبار دكاترة أعرق وأشهر جامعاتنا ويدرسان الاقتصاد والتجارة والمحاسبة, اختلفا في قضية ما تسميه الحكومة الإصلاحات الاقتصادية.
* الأول يرى في قرار الحكومة ضرورة وطنية لإنعاش الاقتصاد, والثاني يعتبر القرار متسرعا
* اثنان من كبار دكاترة أعرق وأشهر جامعاتنا ويدرسان الاقتصاد والتجارة والمحاسبة, اختلفا في قضية ما تسميه الحكومة الإصلاحات الاقتصادية.
* الأول يرى في قرار الحكومة ضرورة وطنية لإنعاش الاقتصاد, والثاني يعتبر القرار متسرعا.. ولا يحقق التنمية المنشودة.
* حيرونا.. ولا ندري كيف يدرسون طلابهم نظريات الاقتصاد, إذ يفترض أن تتفق التحليلات الاقتصادية, أما إذا كان الخبراء والأكاديميون يتلونون.. فهذه كارثة, ومنها ندرك سر الوجع المزمن للاقتصاد العليل.
* ودعك من هؤلاء فإن رأي المواطن العادي أننا كنا بحاجة إلى رقعة أكثر من حاجتنا إلى جرعة, لأن القربة مخرومة من زمان وستظل كذلك حتى إشعار آخر.
* ولماذا, لأن الإصلاحات الاقتصادية تحتاج إلى إدارة.. ثم إدارة.. ثم إدارة.. وإلا فلا داعي للنزلة والطلعة.. ولا معنى للجرعة ولا للقرعة.
* وانظروا وتأملوا ولا تستغربوا ولا تتعجبوا لأن الظاهر من المشاهد الصادمة أقل بكثر من المصائب الخافية.
* في ثلاثة أيام فقط من إعلان الجرعة يذهب ثلثا عائداتها مع غبار الإهمال ورماد التقاعس.. والثلث الباقي في عهدة على ذمة أحد الوزراء الكبار.
* التهم حريق مطابع الكتاب المدرسي ما يقرب من سبعمائة مليون ريال عدا ونقدا في دقائق نتيجة الإهمال واللامبالاة وغياب الإدارة الغيورة المتواجدة الفعالة والحريصة.
* ويتبخر يوميا في الصحراء ما يساوي هذا المبلغ أو يزيد جراء تفجير أنبوب النفط.. ولا محافظين ولا جيش ولا دولة ولا تايرات ولا طائرات.
* وعاد المالية التي تستخدم آلات حاسبة عتيقة من أيام الأتراك تطلع علينا بإحصائيات مدهشة عظيمة ومنعشة.. كم سنبني مدراس.. ونشق طرقات.. ونولد محطات.. ونوفر أبواب عمل.. ونوافذ للعاطلين.. والخريجين.
* خبراء المالية وبعضهم من عصر الهكسوس يعرفون يجمعون.. ويضربون.. ويقسمون.. وليس للطرح في قاموسهم المنفوخ عبور.. ولا حضور.
* طيب.. اخصموا ثمن البنادق.. وقيمة الأثوار التي تهجر بها الدولة كل أسبوع.. واخصموا ثمن الذخيرة.. ومصاريف حروب الأهل والعشيرة وقولوا لهم كم الباقي.
* ولا تسلونا بالمهربين.. والمخربين.. لأنهم سيظلون يخربون أي شيء.. ويهربون أي شيء حتى سمعة الوطن وكرامته ومستقبل أبنائه.
* يقولون في السويد وحتى زامبيا وبنجلادش : إن الإدارة الضعيفة العاجزة التقليدية العتيقة الكسلة المتهاوية خير منها الشداد والجراد.
* وأنه في ظلها وتحت أمرها لا إصلاح ينفع ولا جرعة تشفع, وسيظل الحال مائلا والبلاد تعاني.. والناس تغني ثقلت الأيادي.
* الإدارة الذكية المتحضرة النقية عندها حلول وبدائل.. تفكر.. وتبتكر.. وعندنا كلما عجزت حكومة فجعت الشعب.. تتخذ القرارات الأقسى عليه.. والأسهل عليها.
* نعرف كما يعرف المذكورون أعلاه دولا فقيرة ميزانياتها من عائدات السياحة.. وعوائد شركات الهاتف النقال وصيد الأسماك وبيع التمباك.
* والخلاصة المحزنة أن المالية بحاجة إلى عقول رشيدة وآلات حاسبة جديدة, وأن حساب الأرباح فقط يقودنا إلى تكرار الفجائع والأخطاء.
* وبعد فقد صرنا نخجل من تكرار القديم ونشر النصح اليتيم.. وأخي المواطن الصابر المثابر لا تجمع, فإن الطرح أسرع.
* وقيل “المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين”, والله المعين.. والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا