قطار حامد السقاف …

عبد الرحمن بجاش

 - كدت اصرخ بل أنني فعلتها في أعماقي على الأقل : هذا النوع من الكتابة يعجبني , بل أكاد أقع من طولي - أنا قصير - , إعجابا بمحطات حامد الذي أعدت اكتشافه من جديد فركبت معه
عبد الرحمن بجاش –
كدت اصرخ بل أنني فعلتها في أعماقي على الأقل : هذا النوع من الكتابة يعجبني , بل أكاد أقع من طولي – أنا قصير – , إعجابا بمحطات حامد الذي أعدت اكتشافه من جديد فركبت معه على قطاره وفي كل المحطات توقفنا كما توقف تولستوي عظيم روسيا غصبا عنه في كل محطات القطار الروسي بعد أن اكتشفه الركاب المعجبون …يومها كان هاربا من زوجته …….. !! , فالصورة التي ارتسمت للسقاف في الذهن التصاقه بالمرحوم صديق الجميع والأديب الخلوق اسماعيل الوريث الذي خسرنا برحيله كثيرا , مر في خاطري أيضا زميلي وصديقي المهندس إبراهيم الوريث الذي خسرت أنا برحيله خلوقا آخر , هي أرادة رب العباد لا اعتراض عليها ,كنت لا التقي حامدا إلا لصيقا باسماعيل لذلك لم أستطع تخيله لوحده , لأول مرة أعرف أن حامد شقيق الأكثر أدبا ومرحا ومعرفة المرحوم الأستاذ زين السقاف , فاجأني مرح زين  في رحلة تشاركنا فيها الباص ذهابا إلى مؤسسة السعيد وعودة إلى صنعاء, لم أحس في الذهاب والإياب ( بعصاور ) – على طريقة زوجة غشيم بحافة إسحاق بتعز – يسلح ولا سماره ,  ظهر زين بأعماق جميلة ومرحه , محطات حامد التي اكتشفته من جديد من خلالها تشبه محطات مترو موسكو , الذي  كلما توغلت باتجاه عمق الأرض أكتشفت محطات هي عبارة عن متاحف خاصة محطة الثورة ( ريفلوتسايا ) أو ( الثورة ) حيث تدهش بتماثيل عظماء روسيا من غوركي إلى شولوخوف صاحب ( والأرض البكر فلحناها ) و ( الدون الهادئ )  ,و جوجل بصرعة الذي أبهر العالم ,  وبينهم بوشكين الذي له محطة باسمه ولا أجمل, وشارع يحمل اسمه ظل واقفا هناك ولم يقل أحد أنه من عصر النبلاء ولا يجوز بقاؤه في ظل دولة الطبقة العاملة , يقولون لك بهدوء ( هذا تاريخ ), ليت الذي أمر بهدم المدرسة الأحمديه قرأ تاريخ الشعوب وكذلك الذي بجرة تقرير وقلم هدم مدرسة عبدالناصر الثانوية بصنعاء  , ومترو موسكو على أية حال  أحدى معجزات الإنسان ومن عرفه واستخدم عرباته سيؤيدني ,محطات مترو موسكو بلغت 305 محطات أيامها ومحطات السقاف  عددها أيضا كبير من   أديس الزهرة الجديدة صنعها محمد عبد الولي من الوان , فعدن , فدمشق حيث الصبايا اختزلن كل جمال العالم ودلاله  على نهر بردى أرق  , وحيث قاسيون يطل بطلعته الملكية مجللة هامته بثلوج السماء تضفي على التاريخ جلال الجغرافيا ومهابتها , لا أدري سر الحنين الذي يشدني إلى الحبشة وأهلها ¿¿ هل هو محمد عبد الولي الذي أخذنا من أيدينا وطاف بنا في حواري أديس وعمق إنسانها , أم هم الأكثر طيبة ( المولدون ), أم هي الهجرة إلى النجاشي حيث هناك ملك .. …….., في مخيلتي ارتسم حامد السقاف مرحا ..لكنه  كشف وقد رافقته في قطاره  عن مساحة من الجمال تغطي خارطة امتدت بين حواري اديس وبيوت العيش المشترك وعصا قادري السقاف كلما وصلته معلومات عنه من تلك (الجاسوسة البريئه) , ساعلمكم عن عادة فيني ربما هي سيئه – لا ادري – فحين يقع في يدي كتاب يحوي بين غلافيه سيرة ذاتية , لا اقرأه دفعة واحدة كما يفعل النهمون للقراءة كالمساح لا يضعه جانبا في ليلة واحدة إلا بعد أن يسقط الاثنين , أنا أقرأه على طريقة أكل العنب حبة حبة وهذا ما أفعله الآن وأنا قاعد على كرسي في مقصورة القطار , ( موسحú ) كما كانت جدتي نعمة توسح بجانب مداعتها , وأنا الآخر أجلت كل ماهو موضوع أمامي للقراءة لأسافر مع حامد , هنا هذه الأحرف ما هي إلا التمهيد , فقد أثار السقاف حامد كل الشجون في النفس , جعلني أعود إلى (الكدرة) في قدس و( العفيúفú )في الكدرة  ومحطات في العمر كثيرة عدت من جديد إليها وأنا الذي يستعمرني المكان ,. وقد شوقني هذا الذي غاب ليظهر في أجمل حلة ( السقاف حامد ) , الذي (تخبأ) علينا في حضن تعز نذهب إليها ونعود منها ولا ندري انها تزداد جمالا به , ويزداد هو هياما بها ,و يا صاحبي أنا أقاسمك الهيام فلي حافتي ( حافة إسحاق ) وبطاط المخلافية مع ( البراده ), وصوت مرة غشيم لا يزال يدوي في اذني وقد أتى بن محمد راجح بمرته الصنعانية ( يحانك ) أهلت تعز كما نظرت للأمر هكذا ( لمو زعمات ما تبصروش لبنات تعز وتتزوجوا منهن , مو أهلات صنعاء أحسن ) , لا تزال العصية التي طالما ضربت بها العجلة في يدي , ولا تزال نفسي تسكن هناك بيت الشحمية واسألوا عن شجني محمد عبدالوهاب الشيباني , ويا سقاف سأنزل هنا في هذه المحطة وأعود …….انتظرني ….. 

قد يعجبك ايضا